قالت مصادر سودانية مطلعة ل "الحياة" في الخرطوم امس ان الحكومة السودانية الجديدة ستعلن اليوم أو غداً مع اعلان مجلس تنسيق الولايات الجنوبية والمجلس الاستشاري للجنوب، وذلك بعد المشاورات التي استمرت اسابيع. وأكدت المصادر نفسها ما تردد من ان التعديلات المرتقبة ستطاول خصوصاً وزارات الدفاع والصحة وديوان الحكم الاتحادي، والتجارة الخارجية والري والتخطيط الاجتماعي والنقل والمواصلات والقوى العاملة. ورجحت تولي الدكتور لام اكول وزارة القوى العاملة والدكتور غازي صلاح الدين وزارة التخطيط الاجتماعي ومحمد الأمين خليفة النقل والمواصلات وحبيب مختوم أو الشيخ بيش وزارة الري ومحمد احمد الفضل أو ابراهيم يوسف هباني أو محمد عثمان يس وزارة الحكم الاتحادي، والدكتور احمد بلال جماعة الهندي أو البروفيسور ديشان جماعة رياك مشار وزارة الصحة والسعيد عثمان محجوب أو عبدالله حسن أحمد وزارة التجارة الخارجية واللواء المتقاعد الفاتح عابدون أو العميد بكري حسن صالح وزارة الدفاع واللواء الفاتح عروه منصب وزير دولة في وزارة الخارجية. وبالنسبة الى مجلس تنسيق الولايات الجنوبية طرحت اسماء انجلوا ييدا وزير القوى العاملة كمرشح لتولي منصب نائب رئيس المجلس الى جانب لام اكول وألسون منايا نائب رئيس المجلس الوطني. ورُشِح البيتو اكول وزير المواصلات لمنصب رفيع في مجلس التنسيق. وفي هذا الاطار قال لورنس لوال رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في قطاع بحر الغزال، الذي خلف اللواء كاريينو كوانين في منصبه، ان ما تردد عن وجود خلافات على تشكيل مجلس التنسيق يهدف الى "افتعال فتن". ونفى ان يكون اعترض على ترشيح لام اكول لتولي منصب نائب رئيس مجلس التنسيق، وأكد تأييده التشكيلات الجديدة لحكومات الولايات الجنوبية. وقال ان التوازنات المطلوبة متروكة للقيادة السياسية ونصوص اتفاق الخرطوم للسلام. "الأمة" و"الاتحادي" من جهة اخرى، قال محمد داؤود الخليفة رئيس لجنة التعليم في المجلس الوطني البرلمان القيادي السابق في حزب الأمة، ان اعضاء الحزب بدأوا ترتيب اوضاعهم لاعادة تشكيل الحزب الذي كانت السلطات السودانية حظرته.وأضاف في تصريحات صحافية ان حزب الامة "بتركيبته الطائفية السابقة غير مقبول في المرحلة المقبلة التي ستشهد عودة التعددية السياسية". وأشار الى ان "الصورة الجديدة تهدف الى الافساح في المجال امام كل الانصار للمشاركة السياسية". وأوضح داؤود، وهو من عناصر حزب الأمة التي شاركت في حكم الانقاذ ان التعددية "غير مطلوبة في هذا الوقت لاتساع الجهل وارتباط العواطف بالسياسة". وأشار الى ان هيئة الانصار كلفت خالد محمد ابراهيم الأمين العام السابق للهيئة اعادة ترتيب البيت الداخلي استعداداً للمرحلة المقبلة ومتابعة اجراءات اعادة ممتلكات الانصار التي صادرتها السلطات، ومسجد الخليفة في ام درمان ومقبرة الامام المهدي. إمام مسجد الانصار وقررت محكمة الاستئناف في جلستها أول من امس اطلاق الشيخ عبدالمحمود آبو إمام مسجد الانصار الذي كان اعتقل في باحة المسجد بعد القائه خطبة عيد الفطر التي اعتبرت السلطات انها تضمنت "اكاذيب" ضدها وتحريضاً عليها. وكان حكم بالسجن ستة شهور ودفع نصف مليون جنيه سوداني غرامة. الى ذلك دافع الدكتور احمد بلال عضو الحزب الاتحادي ابرز مساعدي الامين العام للحزب الشريف الهندي عن المؤتمر الوطني التنظيم السياسي للانقاذ، وقال انه ليس حزباً بل "تحالف جبهوي عريض ووعاء لمدارس مختلفة بحد ادنى من الاتفاق" وأكد وجود "حرية كاملة تمثل عامل ارتكاز للمرحلة المقبلة". وانتقد التجربة الديموقراطية وقال انها لن تعود في شكلها السابق.