أصيب اليهود الروس بعدوى الانقسامات التي تجتاح الاحزاب السياسية في الدولة العبرية منذ الاعلان عن تقديم موعد الانتخابات العامة الى اواسط شهر ايار مايو المقبل. وأعلن افيغدور ليبرمان، المستشار السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس تشكيل حزب يميني جديد للمهاجرين الروس الجدد يحمل اسم "اسرائيل بيتنا". وقال ليبرمان في مؤتمر صحافي انه سيدعم نتانياهو في الانتخابات المقبلة، معرباً عن ثقته بفوز الاخير في هذه الانتخابات. وأضاف ان حزبه سيناضل ضد "النخب" التقليدية وسيدافع عن "حقوق الافراد". وهاجم بشدة التوجه "الارستقراطي" لمن وصفهم بأمراء تكتل "ليكود" واميراته. وقال انه "ضحية الطبقة الارستقراطية في اسرائيل"، موضحاً ان هذه الطبقة تتمثل في اربع مؤسسات هي المحكمة العليا والنيابة العامة وقسم الموازنات وقسم التحقيق في جهاز الشرطة. واعتبر ان اسرائيل "دولة بوليسية"، معرباً عن امله بحدوث "ثورة ثقافية". ووصفت انتقادات ليبرمان للمؤسسات الرسمية بأنها الأشد التي تصدر عن زعيم سياسي اسرائيلي. وأكدت مصادر صحافية اسرائيلي ان نصف الجمهور الذي يسعى ليبرمان لاستقطابه في حزبه الجديد الذي سيكون بمثابة تكتل ليكود "ب" سيكون من اليهود الروس والباقي من اليهود المغاربة او "المزراحيم" بعد ان اثبت حزب "اسرائيل بعليا" الذي اسسه ناتان تشارانسكي عدم قدرته على الايفاء بالوعود التي قطعها على نفسه للناخبين وانشغاله بالسياسة الخارجية بدل تحسين وضع المهاجرين الجدد. اما في "ليكود" نفسه، فلا زالت وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات مترددة في شأن انشقاقها عن الحزب. وذكرت مصادر اسرائيلية انها في حال اتخاذها قراراً بالانسحاب من الحزب فانها ستنضم الى حزب النائب بني بيغن اليميني المتشدد لتحتل المرتبة الثانية فيه خصوصاً انها محسوبة على التيار الاكثر تشدداً في تكتل "ليكود" حيث صوتت ضد اتفاق الخليل الذي وقعه نتانياهو مع الفلسطينيين وامتنعت عن التصويت على اتفاق واي ريفر الذي وُقع وعلقت الحكومة الاسرائيلية تنفيذه. وبدأ يهود اميركا بجس نبض الزعيم المحتمل لحزب الوسط في اسرائيل الجنرال السابق امنون ليبكن شاحاك في شأن مشروع "من هو يهودي؟" لتحديد موقفهم في ما يتعلق بدعم حملته الانتخابية مادياً وسياسياً. ونقلت مصادر اسرائيلية عن زعماء اليهود في اميركا وغالبيتهم من الاصلاحيين قولهم انهم سيدعمون شاحاك اذا اعلن معارضته لمشروع هذا القانون بأسرع وقت ممكن وقبل عرضه على الكنيست البرلمان للتصويت. ونشب خلاف بين شاحاك والنائب دان ميريدور اللذان يبحثان في امكان انخراطهما في حزب وسط واحد، تناول موعد اجراء استطلاع للرأي لحسم موضوع الشخص الأفضل لمنافسة نتانياهو. وقالت مصادر اسرائيلية مقربة من الجانبين ان شاحاك يريد اجراء هذا الاستطلاع خلال الاسبوع الجاري وقبل الأربعاء المقبل الذي ينوي الاعلان عن ترشيح نفسه بشكل رسمي بينما يفضل ميريدور اجراء هذا الاستفتاء قبل شهرين من موعد الانتخابات في 17 ايار مايو المقبل. ومن المقرر ان تصوت الكنيست اليوم بالقراءتين الأولى والثانية على موعد الانتخابات. وأكدت مصادر اسرائيلية بهذا الصدد ان "جبهة ارض اسرائيل" وهي تكتل يميني متشدد داخل الكنيست يضم 17 نائباً وبالتعاون مع مجلس المستوطنات في الضفة الغربية "يشع"، يمارسان ضغوطاً شديدة على نواب في الكنيست لكي يتغيبوا عن جلسة التصويت، في محاولة اخيرة لمنع اجراء الانتخابات في هذا الموعد. وقالت المصادر ذاتها ان "جبهة أرض اسرائيل" تمارس هذه الضغوط في ضوء استطلاع سري اجرته وأشار الى "انهيار جبهة ارض اسرائيل" الحتمي اذا ما اجريت الانتخابات في الربيع المقبل. وسيفقد هذا التكتل اربعة مقاعد في الكنيست على الأقل، اثنان منها الى اليمين الاكثر تشددا والاثنان الآخران الى اليسار. ونفت مصادر في "جبهة ارض اسرائيل" ان يكون نتانياهو شريكاً في هذه المحاولة التي سيحاول خلالها القائمون عليها الحيلولة دون تصويت غالبية 61 صوتاً الى جانب مشروع القرار الذي صادقت عليه الكنيست في القراءة الأولى.