انضم رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق امنون شاحاك الى الحياة السياسية في الدولة العبرية بعد انسحابه رسمياً امس من صفوف الجيش حيث امضى 36 سنة. وقال شاحاك في مؤتمر صحافي ان على الاسرائيليين ان "يصنعوا السلام بينهم قبل ان يصنعوا السلام مع جيرانهم". ودعا الجنرال المتقاعد الى "توحيد اجزاء المجتمع"، مؤكداً ان اقامة حزب وسط جديد هي السبيل لذلك. والتقى شاحاك رئيس الدولة العبرية عيزر وايزمان فور خلعه البزة العسكرية، في اشارة الى دخوله معترك الحياة السياسية. ورفض الطرفان الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء الذي استمر ثلاثة أرباع الساعة. كذلك زار رئيس اركان الجيش السابق الذي وقعت مجزرة قانا في الجنوب اللبناني في عهده، امهات الجنود الاسرائيليين اللواتي يعتصمن في خيمة مطالبات بانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان واعادة ابنائهن من حرب "خاسرة ليس لها معنى او جدوى". وطالبت المعتصمات شاحاك بوضع قضية الانسحاب من الجنوب اللبناني على رأس الاولويات. وكان شاحاك اشار في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" العبرية الى ان الهدف من خوضه الانتخابات هو "ابعاد رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو عن السلطة والسبيل الناجع لاحراز ذلك هو تشكيل قائمة وسط". وأوضح انه ما لم تتحد القوى السياسية التي تعتبر نفسها احزاباً وسطاً في قائمة واحدة على مرشح متفق عليه فلن يخوض الانتخابات. وأكد رفضه الانضمام الى حزب العمل المعارض وقال: "لا اريد ان اتعاطف مع حزب محسوب على اليسار"، مشيراً الى ان "شعبية زعيم حزب العمل ايهود باراك في قطاعات سكانية مهمة أقل مما حصل عليها شمعون بيريز". وقال ان حزب العمل وحده لا يستطيع احراز السلام بسبب ما اتسم به من يسارية، في حين سيتمكن حزب الوسط الجديد الذي يوحد داخله كل القوى اليمينية من تحقيق ذلك. وتابع انه اذا انتخب لرئاسة الحكومة فلن يتوانى عن تقديم اقتراح لتكتل ليكود اليميني للانضمام الى الائتلاف "شرط الا يكون نتانياهو على رأس هذا الائتلاف". وأعرب عن استعداده لأن يكون الرجل الثاني في حزب الوسط الجديد اذا اظهرت استطلاعات الرأي تفوق احد "امراء" ليكود في اشارة الى دان ميريدور. وأظهرت نتائج استطلاعات تفوق شاحاك على نتانياهو بخمس عشرة نقطة وعلى زعيم حزب العمل المعارض بثلاث نقاط، فيما حصل على اربع نقاط اضافية على ما حصل عليه ميريدور. واتهم شاحاك نتانياهو وباراك بالسعي الى "بث الخوف وسط الجمهور من الحزب الجديد"، مشيراً الى ان نتانياهو وصفه بأنه حزب يساري فيما قال باراك انه يشتت القوى. وكان نتانياهو حمل بشدة على المرشح الجديد، وقال: "انه يساري يرتدي زياً آخر". وأكد انه يجب النظر بخطورة الى الاتصالات التي اجراها شاحاك مع سياسيين قبل تقاعده. من جهةاخرى، اكدت مصادر قريبة الى نتانياهو انه يحاول ان يؤخر موعد الانتخابات قدر استطاعته. وقالت ان نتانياهو يريد ان تجري الانتخابات في حزيران يونيو المقبل ليتسنى له تحسين صورته امام ناخبيه وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور مشيرة الى انه "يعلم ان حملة انتخابات طويلة ستضر شاحاك غير المحنك سياسياً وان كانت ستضر نتانياهو نفسه في مواجهة ميريدور".