بغداد، قاعدة ميساوا الجوية اليابان، أ ف ب، رويترز - جدد العراق امس تهديداته بسحب اعترافه بقرارات الاممالمتحدة بعد حادث جديد بين دفاعاته الارضية وطائرات اميركية كانت تقوم بدورية فوق اراضيه الشمالية. وفيما التزمت بغداد الصمت في شأن هذا الحادث، حذر وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين العراق من انه سيدفع "غرامة" كلما تحدى الطائرات الاميركية والبريطانية. وقال رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي "من وجهة نظري لم يعد هناك مبرر لبقاء هذه القرارات لا ادبياً ولا قانونياً". وتساءل: "اذا كان مجلس الامن الدولي لا ينفذ ما يقع عليه من التزامات فلماذا يبقى الطرف الاخر وهو العراق ملتزماً بها؟". واعتبر حمادي الذي كان يتحدث ليل الاثنين - الثلثاء الى التلفزيون العراقي "ان المجلس الوطني محق تماماً في دعوته لوقف التعامل مع القرارات" التي اصدرها مجلس الامن. وكان المجلس الوطني العراقي قد اوصى الاحد الماضي الرئيس العراقي صدام حسين ب "عدم الاعتراف بالقرارات الدولية الجائرة التي صدرت ضد العراق" كما دعا عدد من اعضاء المجلس الحكومة العراقية الى سحب اعترافها بقرار مجلس الامن 833 الذي يحدد خط الحدود بين العراق والكويت والذي صدر عام 1993 وقبله العراق عام 1994. واعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اول من امس ان التهديدات العراقية بسحب الاعتراف بالقرارات الدولية تشكل "تحدياً كبيراً" للامم المتحدة. لكن انان شدد على انه "حصل في الماضي ان لا يتبع مجلس قيادة الثورة توصيات البرلمان العراقي". وتمثل توصيات المجلس الوطني العراقي خطوة جديدة في تصعيد المواجهة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا منذ الغارات التي شنتاها على العراق في منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي. وهي تأتي في الوقت الذي تكاثرت فيه الاشتباكات بين العراق وبين الطائرات الاميركية والبريطانية التي تحلق في منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه. ووقع حادثان جديدان في شمال العراق اول من امس لكن بغداد لم تعلن عنهما. وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان طائرات اميركية كانت تقوم بمهمة روتينية فوق شمال العراق هاجمت وحدة من الدفاعات العراقية المضادة للطائرات قرب مدينة الموصل كانت قد أطلقت عليها النار. ولم يعترف العراق على الاطلاق بمنطقتي الحظر الجوي اللتين فرضتهما عليه ثلاث دول غربية عامي 1991 و1992. لكنه اعلن منذ نهاية عملية "ثعلب الصحراء" تصميمه على مواجهة الطائرات الغربية التي تحلق فيهما وانه سيحاول اسقاطها كما اكد ان لطائراته مطلق الحرية في التحليق في الاجواء العراقية. من جهة اخرى قال وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس الثلثاء ان الدفاعات الجوية العراقية ستواصل "دفع غرامة" لتحديها الطائرات الحربية الاميركية والبريطانية فوق منطقتي حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه. واضاف كوهين: "نحن نعتزم حماية قواتنا". وابلغ الصحافيين الذين رافقوه على متن طائرة يتنقل بها بين القواعد الاميركية في اليابان ان هذه المواجهة "ليست مفاجئة". واستطرد قائلاً ان الرئيس العراقي صدام حسين "اشار الى اعتزامه عدم التزام منطقتي حظر الطيران، وكلما فعل ستدفع قواته غرامة على ذلك. اذا استمر صدام في السعي الى ازالة منطقتي الحظر او مهاجمتهما حينئذ سيتعرض هو للهجوم بدوره". ورفض كوهين الكشف عما اذا كانت التهديدات الصاروخية العراقية المتكررة للطائرات الاميركية والبريطانية او انتهاك الطائرات العراقية لمنطقتي الحظر الجوي ستؤدي الى شن القوات الاميركية هجمات واسعة النطاق ضد القوات العراقية. وقال: "سنحمي قواتنا ونتخذ الاجراءات الضرورية. ولن أقول شيئاً اكثر من ذلك". لكن كوهين الذي زار قوات اميركية في قاعدتي يكوتا وميساوا اليابانيتين قال ان صدام يبدو "مهتاجاً ومسعوراً" بعد الهجمات الاميركية والبريطانية الشهر الماضي والتي اعقبت قول لجنة التفتيش الدولية عن اسلحة العراق المحظورة ان بغداد لا تتعاون بصورة كاملة. وقال كوهين ان صدام يشن هجمات "شفوية وخطابية ضد السعوديين وضد المصريين وضد الكويتيين". واضاف ان ذلك "وعدم الاعتراف بمنطقتي الحظر الجوي يبدوان دالين على انه بالتأكيد اكثر اهتياجاً". وحذر كوهين من ان الولاياتالمتحدة سترد بقوة على اي هجمات يشنها صدام على الاكراد في شمال البلاد، وقال: "اذا تحرك ضد الاكراد فنحن مستعدون للرد عليه".