رحبت الخارجية الأفغانية أمس الأربعاء بالتصريحات التي أدلى بها نائب وزير الخارجية الإيراني أمين زاده بشأن وجود علامات إيجابية على التحسن في العلاقة بين إيران و"طالبان". وقال الناطق باسم الخارجية في كابول أمس إن هذا يعد "تطوراً في اللهجة الإيرانية سيما بعد تراجع المقالات السلبية عن طالبان في وسائل الإعلام الإيرانية". وترافق ذلك مع أنباء عن عزم طهران على إعادة فتح سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول وكذلك قنصلياتها في المدن الأفغانية الأخرى. وقالت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أمس إن القنصلية الإيرانية استأنفت ممارسة أعمالها في هراة المحاذية للحدود الإيرانية. وشددت الخارجية الأفغانية في بيانها على ضرورة بدء حوار بين الجانبين الأفغاني والإيراني من أجل الأفضل للمنطقة. وتابع البيان ان "قوة الحكومة الأفغانية وأفغانستان قوة للمنطقة للحؤول دون أي عدوان أجنبي عليها وخطر يهددها". ورأى المراقبون في ذلك إشارة إلى التهديدات الأميركية ل "طالبان". لكن المحلليين لا يزالون يشككون في ما إذا كان هناك بالفعل تغيير في السياسة الإيرانية إزاء "طالبان"، خصوصاً وأن الجانبين كانا وصلا في أواخر العام الماضي إلى حافة المواجهة العسكرية. واستدعى ذلك حشد طهران لأكثر من ربع مليون جندي من قواتها على الحدود وقيامها بأكبر مناورات في تاريخ الجمهورية الإيرانية، بسبب إقدام حركة "طالبان" على قتل أحد عشر ديبلوماسياً إيرانياً بينهم صحافي، أثناء دخول الحركة مزار الشريف معقل المعارضة في الشمال الأفغاني في أيلول سبتمبر الماضي. ورأى مراقبون تحدثوا إلى "الحياة" أمس أن طهران أدركت فشل سياستها في الإعتماد على جهة واحدة في أفغانستان، متمثلة في المعارضة الأفغانية وتجاهلها طوال الفترة الماضية حركة "طالبان" التي باتت تسيطر على ثلاثة أرباع الأراضي الأفغانية بما فيها العاصمة كابول. ويبدو أن هذا الإدراك تمثل في التغيير الهائل الذي أصاب مفاصل الملف الأفغاني في الخارجية الإيرانية. وقال مراقب أفغاني ل "الحياة" لم يعد من السهل على إيران تجاهل وجود الأقلية الشيعية تحت حكم حركة "طالبان" الأفغانية. غير أن حديث أمين زاده عن ضرورة تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان تشمل العرقيات والإثنيات الأفغانية لا يروق ل "طالبان". إلا أن المراقبين يتوقعون أن تكون لذلك صلة بالإجتماع المرتقب لدول "6"2"، وهي الدول المجاورة لأفغانستان إلى جانب أميركا وروسيا، في طشقند بأوزبكستان.