إسلام آباد، طهران - أ ف ب، رويترز - أكدت مصادر متطابقة رسمية ومستقلة ان القوات التابعة لحركة "طالبان" الأفغانية الإسلامية اقتحمت أمس مدينة مزار الشريف، المعقل القوي للمعارضة في شمال افغانستان. وأعلن التلفزيون الإيراني ان "طالبان" اعتقلت أمس 11 ديبلوماسياً إيرانياً في مزار الشريف، بعدما احتلت القنصلية الإيرانية. ولم يتسن التحقق من تأكيدات لناطق باسم المعارضة الشمالية اسمه الدكتور عبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز" أشارت إلى أن القوات التابعة للمعارضة استطاعت اخراج مقاتلي الحركة من معظم أنحاء المدينة بعد قتال ضار. وأفادت مصادر غربية أن مقاتلي "طالبان" اخترقوا الخطوط الدفاعية لأعدائهم خلال هجوم واسع شنوه فجراً وسيطروا على المواقع الرئيسية في المدينة. واثار سقوط مزار الشريف مخاوف في آسيا الوسطى، وعززت القوات الروسية على الحدود بين طاجيكستان وافغانستان. وأفادت صحيفة "كيهان" الإيرانية المسائية ان قوات الحركة "احتلت مباني القنصلية الايرانية" بعد الاستيلاء على مزار الشريف. وأعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان طهران طلبت من باكستان و"طالبان" الحفاظ على "حياة" الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في مزار الشريف. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن خرازي قوله: "حتى لو تمكنت طالبان من السيطرة على كامل أفغانستان، لن تتمكن من القضاء على كل الاقليات الأتنية في هذا البلد". وشدد على ان "الأقليات الاثنية الافغانية" يجب ان يكون لها "دور في مستقبل" أفغانستان. لافتاً أن "طالبان" تمكنت من تحقيق "تقدم عسكري بفضل مساعدة بعض الدول" التي لم يسمها. واعتبر ان "الأزمة الأفغانية ليس لها حل عسكري بل يجب أن تحسم بالطرق السياسية"، محذراً "البلدان المجاورة" لأفغانستان من أي "تدخل عسكري" في الحرب الأهلية التي تجتاح هذا البلد. وكانت وسائل الاعلام الايرانية اعلنت سقوط مزار الشريف مشيرة الى ان دوي الانفجارات سمع في المدينة حيث "تعالت ألسنة النار فى أحيائها وفر السكان منها". وتحدثت الوكالة الإيرانية عن "مقاومة محدودة" فى بعض الشوارع، ونقلت "وكالة الأنباء الإسلامية الخاصة" القريبة إلى "طالبان" عن ناطق باسم الحركة قوله: "دخلت قواتنا مزار الشريف والعدو يفر". وتابع ان الاعلام البيض للحركة "ترفرف" في كل انحاء المدينة، وان قواتها "لا تواجه مقاومة تذكر". واعتبر مراقبون في طهران ان استيلاء "طالبان" على مزار الشريف يوجه ضربة للمعارضة الإسلامية الأفغانية الموالية لإيران، التي كانت تواصل تقديم الدعم المالي والسياسي للمعارضين للحركة.