تحدثت أنباء في طهران أمس عن زيارة سرية قام بها قائد القوات الأفغانية المعارضة أحمد شاه مسعود للعاصمة الإيرانية حيث أجرى "محادثات مهمة جداً" قبل محادثات يجريها مع زعيم "طالبان" الملا محمد عمر والذي اتفق معه على تبادل جميع الأسرى بينهما. وفيما استمرت القوات الإيرانية في مناوراتها على الحدود الأفغانية والتي من المقرر ان يشترك في مرحلتها النهائية اليوم نحو 200 ألف جندي، شدد الرئيس سيد محمد خاتمي على أن استمرار التوتر في أفغانستان يشكل خطراً على دول المنطقة كلها وليس الدول المجاورة فحسب. وكرر خاتمي، لدى استقباله وزير الخارجية الطاجيكي، أن بلاده حريصة على "الحل السلمي وتفادي سفك الدماء"، لكنه انتقد في شدة ممارسات "طالبان" والتي وصفها بأنها "تشوه صورة الإسلام". وقال إن "بلاده لا يمكن أن تتجاهل ما يجري في أفغانستان" وما ينطوي عليه من "تهديد للاستقرار الاقليمي بأسره"، معرباً عن الاعتقاد بأن ما ينجم عن ذلك "لن يقتصر على الدول المجاورة لأفغانستان، بل سيطاول كل دول المنطقة". إلى ذلك، أكدت صحيفة "طهران تايمز" القريبة من أوساط عليا في النظام الإيراني، ان أحمد شاه مسعود قام بزيارة خاطفة لطهران أول من أمس، وأجرى محادثات "مهمة جداً" مع مسؤولين معنيين بالملف الأفغاني في الحكومة الإيرانية. ولم تؤكد الأوساط الرسمية الإيرانية أو تنفي نبأ الزيارة التي استغرقت 24 ساعة. يذكر أن الزيارة، في حال حصولها، ليست المرة الأولى من نوعها التي يزور فيها مسعود العاصمة الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة. وبحسب الصحيفة، تناولت لقاءات مسعود في طهران "المحادثات المرتقبة" بينه وبين الملا محمد عمر، وما يمكن ان تفضي من "مصالحة"، كثمرة لوساطة يقوم بها رجل الأعمال الأفغاني المقيم في المملكة العربية السعودية جلال سيد كريم، وتحظى الوساطة بتأييد أطراف اقليمية معنية بالتطورات الأفغانية. وقالت مصادر مطلعة لت"الحياة" في كابول إن "طالبان" ومسعود أقرا مبدأ تبادل جميع الأسرى، وأنهما شكلا لجنتين، الأولى لمتابعة تبادل الأسرى، والثانية لمراقبة وقف النار أثناء عملية التبادل. وقالت "مصادر مستقلة" إن خرق وقف النار ليل الخميس - الجمعة، امكن احتواؤه اثر جولات مكوكية قام بها الوسيط جلال بين بنجشير حيث قابل أحمد شاه مسعود 3 مراتوكابول حيث قابل مسؤولي "طالبان". وقال جلال ل "الحياة" إن "ثلاثة أشخاص من فريق مسعود ومثلهم من طالبان يزورون السجون لدى كل طرف في انحاء أفغانستان لمتابعة اطلاق سراح الأسرى"، مؤكداً "أن عملية تبادل الأسرى ستنتهي خلال أسبوعين"، مشيراً إلى أن "وقف اطلاق النار سيستمر لغرض تبادل الأسرى حتى منتصف الشهر الجاري". وعلى صعيد المناورات الإيرانية، أعلن قائد الجيش الجنرال علي شهبازي أن قسماً من القوات المشاركة فيها سيبقى على الحدود الأفغانية بعد اجرائها، "لمكافحة مهربي المخدرات والمهربين من كل الأنواع". وأصاف ان "القوات الإيرانية ستتعاون مع حرس الحدود الباكستاني لمكافحة المهربين والعصابات".