هددت حركة "طالبان" بتحريك أهل السنة في إيران، في حال أقدمت طهران على شن هجوم على الأراضي الأفغانية. وجاء ذلك في وقت شكت الحركة من أن العالم يتجاهل مئات من مقاتليها الذين تمت تصفيتهم على أيدي حلفاء إيران واكتشفت جثثهم في مقابر جماعية في الشمال الأفغاني. راجع صپ8 في غضون ذلك، أفادت مصادر في كابول أمس ان عدداً من المهاجرين الأفغان تعرض لاعتداءات في إيران حيث تجتاح الشارع حال من الغضب إثر مقتل الديبلوماسيين الإيرانيين على أيدي عناصر غير منضبطة في حركة "طالبان". وأضافت المصادر نفسها ان عشرات المهاجرين الأفغان اعتقلتهم السلطات الإيرانية في منطقة زاهدان الحدودية. إلى ذلك، لم يستقبل الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الذي وصل إلى طهران لتسليمه رسالة من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تتعلق بالتطورات في أفغانستان. وتسلم الرسالة نائب الرئيس حسن حبيبي. من جهة أخرى، قال ملاّ عبدالحي مطمئن الناطق باسم "طالبان" والقريب من زعيمها لپ"الحياة" أمس إن الحركة "ستحرك أهل السنة المضطهدين في إيران في حال أقدمت القيادة الإيرانية على شن أي هجوم على الأراضي الأفغانية". وامتنعت قيادة "طالبان" عن التعليق على تقارير عن ايوائها عناصر سنية معارضة لإيران، إلا أن مصادر مطلعة أكدت على أن الحركة تمتلك هذه الورقة الخطيرة. من جهة أخرى، قالت مصادر "طالبان" إن قواتها استولت بشكل كامل على ممرات شيبر الاستراتيجية التي تصل شمال افغانستان بجنوبها. وواصلت الحركة تعزيز قدراتها على الحدود الإيرانية. وقالت مصادرها إن تعزيزات جديدة وصلت إلى الحدود لكنها امتنعت عن تحديد حجم التعزيزات، واكتفت بالقول إن القوات قادرة على صد أي عدوان خارجي على أفغانستان. وقام وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز بزيارة خاطفة إلى طهران أمس بهدف تسليم الرئيس سيد محمد خاتمي رسالة خطية من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. لكن خاتمي لم يستقبله وكلف نائبه الأول حسن حبيبي تسلم الرسالة. ورأى مراقبون ان ذلك مؤشر إلى انزعاج إيران مما تعتبره "دوراً باكستانياً" في التطورات الأفغانية الأخيرة، على رغم ان الأوساط الرسمية في طهران حرصت على ايضاح ان ارتباطات سابقة لخاتمي هي التي حالت دون استقباله الوزير الباكستاني. ولوحظ أنه في وقت كان المبعوث الباكستاني يجري محادثات مع المسؤولين في طهران، كان التلفزيون الإيراني الرسمي يبث مشاهد للألوية التابعة للجيش وهي متوجهة إلى الحدود مع أفغانستان لتشارك في أضخم مناورات عسكرية برية تجريها إيران منذ قيام الثورة. وحرص التلفزيون على إبراز الصور بتعليقات كلها حماس وتعبئة. وفي الوقت ذاته، قال الديبلوماسي الإيراني دادالله قره حسيني الذي نجح في الفرار من القنصلية الإيرانية في مزار الشريف أثناء اقتحامها من قبل مقاتلي "طالبان"، ان باكستانياً كان في عداد القوات التي اقتحمت مقر القنصلية وقتلت الديبلوماسيين الإيرانيين.