تيزي وزو الجزائر - أ ف ب - تشهد منطقة القبائل المعروفة بمناهضتها لكل من النظام المركزي والاسلاميين، كمائن واغتيالات وعمليات ابتزاز وحواجز مزيفة بشكل غير معهود منذ بداية الازمة في الجزائر عام 1992. واصبحت هذه المنطقة الجبلية، الواقعة شرق العاصمة، منذ بضعة اشهر معقل احدى الجماعات الاسلامية المسلحة، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بقيادة "الأمير" حسن حطاب المدعو ابو حمزة وهو من المنشقين عن الجماعة الاسلامية المسلحة. وعلى رغم ان الاعتداءات تستهدف بالخصوص قوات الامن وفرق الدفاع الذاتي مدنيين تسلحهم السلطات فإن سكان منطقة القبائل يخشون تفاقم الوضع ليصبح سكان القرى النائية أهدافاً لهذه الجماعة. وقد نزح سكان قرية آيت علاوة الواقعة على مشارف جبل جرجرة، الذين لا يتجاوز عددهم بضع مئات منذ شهر تقريباً بعد عمليات الابتزاز التي كانوا يتعرضون لها، كما افاد بعض الشهود في تيزي وزو. وهذا اول نزوح جماعي يسجل في هذه المنطقة. واعرب أحد سكان بلدية ياطافان لمراسل وكالة "فرانس برس" في تيزي وزو عاصمة القبائل الكبرى عن قلقه قائلاً: "هكذا بدأ كل شيء في مناطق اخرى". واضاف "في سهل المتيجة الغني، الواقع على مشارف العاصمة او في جبال الونشريس غربي العاصمة حيث قتل مئات القرويين السنة الماضية كان يبدو ان الجماعات الاسلامية وسكان القرى يتعايشون جنباً الى جنب في سلام قبل ان ينقلب الاسلاميون المسلحون على القرويين". وعندما توشك الشمس ان تغيب ترى السكان، سواء كانوا شباباً في ثيابهم العصرية او كهولاً ملتفين في برانيسهم البيضاء في محطة النقل البري او محطة سيارات الأجرة يتدافعون مسرعين الى منازلهم. وجميعهم يحاولون عبور منطقة تاخوخت قبل المغيب تخوفاً من الجماعات الاسلامية المسلحة التي تخرج من مخابئها لإقامة "حواجز مزيفة" تتصيد الضحايا. وتعتبر تاخوخت التي تقع شرق تيزي وزو كابوساً للسائقين وتتميز الطريق اليها بكثافة اشجارها التي تساعد المسلحين على الاختفاء. وقال الزين رابية نائب رئيس مجلس الولاية ان ولاية تيزي وزو تعد قرابة مليون و300 الف نسمة موزعين على حولى 1500 قرية معظمها متناثرة على سفوح التلال او فى جبال جرجرة. وعلى هذه الطريق المتعرجة اغتيل المغني القبائلي المشهور معطوب الوناس الذي كان اختطف ثم اطلق سراحه بعد 15 يوما من الاحتجاز عام 1994. وبعد الافراج عنه استمر معطوب في الغناء وهاجم الاسلاميين مخالفا بذلك اوامر مختطفيه. فاغتيل في 25 حزيران يونيو 1998 على "حاجز مزيف" اقيم في تاخوخت بينما كان يتوجه من تيزي وزو الى قريته تاوريرت موسى. وغالباً ما تقام "الحواجز المزيفة" على طريق تاخوخت، يقيمها عناصر ينتمون الى جماعتين من الجماعات الاسلامية المسلحة بزعامة المدعو "الموفق" من قرية زكنون والمدعو "التواتي" من قرية آيت عيلام حسب ما افاد شهود في تيزي وزو. ويتم اعدام كل المسافرين الذين يتم التحقق من انهم من العسكر او رجال الشرطة او فرق الدفاع الذاتي او حتى موظفي الدولة بينما يسلب الآخرون أموالهم وفي بعض الاحيان يقتادون الى الغاب ليستمعوا الى ارشاد أحد "الأمراء" الذي يطلب منهم الا يرفعوا السلاح عليهم وان يساعدو الاسلاميين على محاربة النظام. ويسيطر الخوف من الوقوع في "حاجز مزيف" على الجميع بقوة ويترك آثاراً مؤلمة. ويقول أحد القرويين الذي وقع فى حاجز مماثل في 16 كانون الاول ديسمبر الماضي بينما كان في حافلة "لقد أحسست وكأن دمي تجمد ولم أعد أرى شيئاً فيما رجلاي ترتجفان وكنت غير قادر على القيام بأي حركة. وفي بضع ثوان تدفقت أبشع الافكار على رأسي". واضاف "أرجو ان لا يتكرر ذلك ابداً.. فمع هؤلاء لا يمكن التكهن بشيء". وبالاضافة الى تاخوخت يخاف السكان ايضاً من عبور الطريق المؤدية الى مدينة الاخضرية والطريق التى تربط بين البويرة وذراع الميزان. وفي ليل الجمعة السبت الماضي، اغتيل شابان مجندان كانا يركبان سيارة اجرة على يد جماعة مسلحة اقامت حاجزاً مزيفاً في الروضة. وفي اليوم نفسه قامت جماعة مسلحة اخرى بإيقاف احدى سيارات صحيفة المجاهد الحكومية الا ان السائق ورفيقه تمكنا من النجاة بأعجوبة بينما اضرم المسلحون النار في السيارة.