تيزي وزو الجزائر، باريس - أ ف ب - رويترز - اندلعت اعمال عنف جديدة امس في تيزي وزو كبرى مدن منطقة القبائل شرق البلاد حيث تدور مواجهات بين متظاهرين يستخدمون الحجارة ورجال شرطة مكافحة الشغب، وذلك في يوم ثان من تظاهرات غاضبة احتجاجاً على اغتيال المطرب الشعبي معطوب الوناس . وقالت مصادر في مستشفى ان قوات الامن قتلت شاباً اثناء اعمال الشغب. واوضحت ان القتيل واسمه آيت رشيد 18 عاماً طالب جامعي اصابته رصاصة في الصدر بينما جرح شاب آخر يدعي جديل مولود 20 عاماً برصاصة اصابت ذراعه. وقالت تقارير اخرى غير مؤكدة من سكان ان عدداً آخر من الاشخاص اصيب في المصادمات. ونقلت تعزيزات الشرطة الى المكان واغلق بعض مداخل المدينة، اما حركة السير فكانت محدودة جداً. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" ان حواجز موقتة وجذوع اشجار واطارات انتشرت في الشوارع، في حين ارتفعت اعمدة من الدخان الاسود في اجواء المدينة. وروى أحد السكان "يبدو ان عدد المتظاهرين اكبر من يوم الجمعة. واعتقد ان عمليات التخريب توقفت وفي اي حال لم يبق هناك اي شيء لتخريبه". وقال شهود ان مجموعات من المتظاهرين القت الحجارة على شرطة مكافحة الشغب الجزائرية وقوات الامن امس في المدينة التي انتشرت فيها اعداد كبيرة من قوات الامن. واضاف الشهود ان هذه القوات اطلقت النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين هاجموا منشآت عامة ومتاجر عدة واشعلوا النار في محطتي وقود. واعترضت قوات مكافحة الشغب طريق مئات المتظاهرين تزعمتهم ملكة شقيقة معطوب. ورددت مجموعة من المتظاهرين هتافات تلقي مسؤولية مقتل معطوب على الحكومة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين حاولوا الوصول الى وسط المدينة للانضمام الى متظاهرين آخرين تجمعوا هناك. وقال شاهد "الشرطة ردت المتظاهرين على اعقابهم في احدى المناطق". واضاف ان احد المتظاهرين تعرض لاصابة خفيفة في الساق بعبوة غاز مسيل للدموع. واستمر متظاهرون آخرون في التدفق على شوارع وسط المدينة وهم يرددون هتافات معادية للحكومة. ولم تعلن اي حصيلة لمواجهات امس في المدينة التي شهدت اول من امس اعمال عنف استمرت ساعات أحرق خلالها متظاهرون من الشباب مكتباً للخطوط الجوية الجزائرية وخربوا أبنية ادارية واقتلعوا أعمدة الإنارة واشارات الطرق وأقاموا حواجز وضايقوا عناصر الشرطة برشقهم بالحجارة، وكانت الأضرار المادية جسيمة والحطام يغطي وسط المدينة. وسجلت اعمال نهب لكنها استهدفت متجرين تابعين للدولة. وقالت قوات الامن ان "جماعة ارهابية" قتلت معطوب 42 عاماً في اشارة الى الاسلاميين المتشددين عند حاجز طريق مزيف. واصيبت زوجته وشقيقتاها في الهجوم. وقال سكان ان انباء ذكرت ان الحال الخطيرة أزكت غضب الحشود. وقال شهود ان متظاهرين شباناً اقتلعوا أعمدة الإنارة واشارات المرور لبناء متاريس في بعض المناطق. واشعل المتظاهرون النار في سوق المدينة. وأمرت الشرطة المتظاهرين عبر مكبرات الصوت بالتفرق قرب المستشفى الرئيسي حيث يوجد جثمان معطوب قبل دفنه غداً الاثنين في مسقط رأسه تاوريت موسى قرب تيزي وزو. ومعطوب مطرب شعبي يتمتع بشهرة واسعة وديموقراطي متحمس ومناهض للاسلاميين المتشددين ومؤيد لقضية البربر. ودان "رئيس الوفد البرلماني للجبهة الاسلامية للانقاذ في الخارج" انور هدام اغتيال معطوب. وقال هدام، المعتقل حالىاً في الولاياتالمتحدة في بيان امس "على رغم المواقف المتطرفة لمعطوب الوناس وتصريحاته المعادية للاسلام والتي كانت متضامنة مع النظام العسكري في الجزائر، فإن الجبهة الاسلامية للانقاذ تأسف لهذا العمل الاجرامي الذي تستهدف من خلاله وحدة الشعب الجزائري". واضاف البيان ان الجبهة الاسلامية للانقاذ "تحذر اولئك الذين يزكون نار الشقاق بهدف إثارة الانقسامات داخل شعب واحد. انها مناورة خطرة يمكن ان ينجم عنها عواقب وخيمة ليس بالنسبة الى الجزائر فحسب بل بالنسبة الى المنطقة كلها"