كشف في طهران عن اعتقال "المتورطين" بالاعتداء الذي استهدف أميركيين في العاصمة الإيرانية قبل نحو شهرين. وأكدت أوساط سياسية "مطلعة" قريبة إلى الحكومة أن القوى الأمنية اوقفت عدداً من عناصر جماعة "فدائيان إسلام" التي كانت تبنت في اتصال مع "الحياة" مسؤولية الاعتداء على 13 أميركياً قاموا بزيارة "سياحة" لإيران في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. ورفض مسؤولون في وزارة الداخلية تأكيد توقيف المسؤولين عن الحادث أو نفيه، لكن صحيفة "صبح إمروز" صباح اليوم الموالية للرئيس الإيراني محمد خاتمي أكدت ان المتورطين اعتقلوا. ولا تزال جماعة "فدائيان إسلام" مجهولة، ولم يتحدث أي عضو فيها علناً، واكتفت بإصدار بيانات، لكنها تدافع دائماً عن الأفكار والسياسات التي توصف بأنها "متشددة". واستقطبت الجماعة مزيداً من الاهتمام بعد تفجر أزمة الاغتيالات التي طاولت ناشطين سياسيين ومثقفين، وأعلن ان مسؤولين أمنيين ضالعون فيها، إذ أصدرت الجماعة بياناً تبنى في شكل ما جزءاً من الاغتيالات، ودافعت بقوة عن رجال الاستخبارات الموقوفين، متوعدة بالاستمرار في خيار العنف. لذلك يعد توقيف "المسؤولين" عن الاعتداء على الباص الذي كان يقل "السياح" الأميركيين، ذا دلالة مهمة، ليس فقط لأنه يكشف للمرة الأولى هوية جماعة "فدائيان إسلام" بل لأنه سيفتح الباب أمام تحقيقات لكشف "خيوط جديدة لعصابة الاغتيالات" بحسب صحيفة "إمروز". ويعتقد ان اعتقال عناصر من الجماعة رسالة جديدة من خاتمي والسلطات الأمنية إلى "المتطرفين والمتشددين والجهات العليا التي تقف وراءهم". وتلي هذه الخطوة كشف تورط مسؤولين في الاستخبارات الإيرانية في الاغتيالات. إلى ذلك، أكدت مصادر موثوق بها ل "الحياة" أن ملف رئيس المحكمة العسكرية حجة الإسلام علي يونسي نقل إلى البرلمان أمس، مما يعني أن يونسي بات الأوفر حظاً لتولي منصب وزير الاستخبارات. وأضافت المصادر ان الاسم الثاني الذي بات مطروحاً بجدية ليحل محل وزير الاستخبارات الحالي قربانعلي دري نجف آبادي الذي تأكد تغييره هو مساعد خاتمي للشؤون القانونية والبرلمانية ممثل المرشد في محافظة يزد، حجة الإسلام حسن صدوقي.