طهران - أ ف ب - أدى الاعتراف بمشاركة عناصر من اجهزة الاستخبارات الايرانية في موجة الجرائم السياسية الى احداث انقسام في صفوف الطبقة السياسية التي تختلف على طريقة الرد على هذه الازمة. وبعد حوالى اسبوع من اعلان اعتقال عناصر من وزارة الاستخبارات دعا مناصرو الرئيس سيد محمد خاتمي الى اصلاح هذه المؤسسة، وشددوا على ان المسؤولية تقع على عاتق الموجودين داخل النظام الذي يسيطر عليه المحافظون الى حد كبير. ويتصاعد التوتر ايضا بوتيرة يومية في الصحافة كما في اوساط الاصلاحيين ولكشف اسماء الاشخاص المعتقلين ومحاكمتهم علناً. وأكدت صحيفة "طهران تايمز" أمس أن موظفاً رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات، أحد المديرين العامين، متورط في القضية ملمحة الى أن المسألة تتخطى المراتب الثانوية. من جهتها، أكدت جبهة المشاركة الاسلامية التي تضم شخصيات قريبة من خاتمي أنه "على السلطات الكشف عن المذنبين فوراً ومعاقبتهم على أعمالهم الشنيعة". وكانت وزارة الاستخبارات الايرانية اعترفت الثلثاء الماضي ان بعض عناصرها شاركوا في نهاية العام الماضي في اغتيال المعارض داريوش فروهر وزوجته ولاحقاً في سلسلة جرائم شملت مثقفين ليبراليين. وطالب تجمع علماء الدين المناضلين الذي يضم رجال الدين المصنفين كيساريين الرئيس الايراني "باختيار مسؤولي هذه الوزارة بدقة وابقاء ادارتها تحت مراقبة مستمرة". وجاء في بيان للتجمع نشرته الصحافة أمس: "يجب ان لا نتوقف عند اعتقالات بسيطة لكن يجب ايجاد جذور المشكلة في داخل النظام وليس فقط في وزارة الاستخبارات". وربط القضية بموجة العنف المتطرف التي استهدفت مناصري خاتمي منذ انتخابه في أيار مايو 1997، معرباً عن الاعتقاد بأن "احراق المكتبات والاعتداءات على التجمعات السياسية او الدينية مثل الاعتداء المسلح على حافلة ركاب السياح الاجانب التي كانت تقل أميركيين في تشرين الثاني/ نوفمبر في طهران تعزز القناعة بان المذنبين موجودون داخل النظام ومدعومون من قبل بعض مراكز السلطة". المحافظون في المقابل عمد المحافظون الى تكرار التصريحات التي ادلى بها الجمعة مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي واكد فيها ان التحقيق لم ينته بعد. وشدد خامنئي، الذي يحتل الموقع الاول في الدولة الايرانية، على واقع ان هذه الاغتيالات حتى وان كان هناك ايرانيون متورطون فيها تشكل جزءاً من "سيناريو" قادم من الخارج. وأكدت صحيفة "ّالقدس" المحافظة ان "الدعاية والهجمات الخسيسة التي اطلقتها وسائل الاعلام الاجنبية وبعض الاشخاص الساذجين داخل النظام ضد الوزارة تشكل جزءا من سيناريو تمرد من الخارج". من جهتها، أكدت "طهران تايمز" أمس ان وزير الاستخبارات الايرانية قربان علي دري نجف ابادي كان ينوي الاستقالة لكنه غير رأيه بعد اشارات الدعم التي تلقاها من مرشد الجمهورية الاسلامية. وفي حين ضاعفت الصحف اليسارية والمعتدلة هجماتها على نجف ابادي، صنفت صحيفة "القدس" الوزير بأنه "متدين مخلص".