عرض العقيد الركن الدكتور بشار الأسد، في مكتبه في دمشق ظهر أمس، قضايا لبنانية واقليمية، مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط في حضور مستشاره السيد غازي العريضي. وأعربت مصادر التقدمي ل"الحياة" عن ارتياحها الى أجواء اللقاء، واصفة اياها بأنها "إيجابية ومريحة". وكان جنبلاط استقبل صباحاً في دارته في المختارة وفداً من بلدة بعقلين برئاسة النائب مروان حمادة، وقال "أننا مررنا بظروف أصعب بكثير من الظروف الراهنة، واستطاع الشوف وبعقلين الصمود والانتصار من خلال وحدة الكلمة والموقف العربي والوطني". وأضاف "لن نقبل بتذويب الهوية العربية والوطنية، وعلينا أن نكون موحدين صفاً وموقعاً. بالأمس وقفت بعقلين ترفض الشذوذ والخروج على العقيدة العربية الإسلامية التوحيدية، وبدأ هذا الموقف يؤتي ثماره، فوقف القضاء المذهبي وقفة أصيلة عربية توحيدية إسلامية في مواجهة الخوارج". وتابع "من خلال المشايخ والموقف العربي الإسلامي لجبهة النضال الوطني التي يترأسها والنائب حمادة سنواجه وننتصر. انها بداية الطريق". واعتبر النائب حمادة أن "المعركة اليوم أقوى وأقسى من كل المعارك العسكرية من أجل تتويج ما توصلنا اليه من حد أدنى للتسوية الوطنية المتمثلة باتفاق الطائف". ورفض "أي تعطيل لهذه المسيرة وأي تنازل عن الحقوق القليلة التي اكتسبت للوطنيين والعروبيين في لبنان من خلال هذا الاتفاق". وأضاف "ان النائب جنبلاط عندما يتحدث عن قانون انتخاب يتسنى من خلاله للوطنيين أن يتمثلوا في شكل صحيح وعادل، لا يخشى ولا يهرب من لبنان الدائرة الواحدة أو الدوائر الكبرى لو كان النظام غير طائفي والعدل والمساواة يحلان في البلد، وكان أول من نادى بذلك المرحوم كمال جنبلاط الذي نبه في حينه من أي ردة انعزالية تزيح لبنان عن خطه العربي". وأعلن وقوفه الى جانب جنبلاط "في السراء والضراء وعدم التراجع وبقاء بعقلين وكل لبنان الوطني الى جانب قصر المختارة والعقيدة والقيادة الوطنية الفريدة من نوعها". ووصف النائب أكرم شهيّب من كتلة جنبلاط، في تصريح أمس، قرارات الحكومة بأنها "مثقلة بالغموض المتعمّد"، مبدياً خشيته "أن يكون ذلك وسيلة للتخلّص من دورة كأس آسيا" المقررة في لبنان. وانتقد التعيينات الإدارية معتبراً أنها "جاءت بوضوح ساطع على مقاييس المراعاة العائلية والمحاصصة المتعددة المرتبطة بحسابات إنتخابية مستقلة في بيروت وحولها". وأعلن السيد العريضي أن جنبلاط "لم يخض الحرب من أجل مكسب فئوي صغير، فحربه كانت حرب وجود ونحن اليوم نعارض ونعترض ونتصدى لأننا نرى أن ثمة محاولات لتطويق هذا الوجود أو تطويعه، وليس من أجل تحصيل موقع من هنا أو مكسب من هناك. كان سهلاً علينا ان نخوض هذه التجربة ونكون جزءاً من هذه التركيبة والمعادلة، لكننا قرأنا الرسالة من عناوينها الأولى واعترضنا ولا نزال معارضين". وسأل، في ندوة سياسية نظّمها الحزب التقدمي في عاليه، "هل ما يحصل علاج واقتلاع للفساد من جذوره؟". وتمنى "أن تنجح مسيرة الإنقاذ والتغيير لأننا جزء من هذا البلد، ولكن لا نريد ان تكون الكلفة غالية وأن نكون شهود زور على ما يحصل. فنحن نريد المعالجة ولا ندافع عن أحد أو نغطّي أحداً"، متهماً الحكومة "باعتماد قاعدة المحاصصة"، وغامزاً من قناة رفعها شعار الشفافية، ومذكّراً بقضية ال"فيول أويل" الذي استخدم في معمل الزوق الحراري بنسبة كبريت تفوق المعدل. وانتقد العريضي وزراء حاليين كانوا ضد الخصخصة وأصبحوا مع الحكومة الحالية من المطالبين بها.