بغداد، بكين، نيويورك - أ ف ب، رويترز - التقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بكين أمس نائب رئيس الوزراء كيان كيشين وناقشا ملف العراق، فيما توقع رئيس المجموعة الخاصة المكلفة تفتيش المواقع الرئاسية العراقية ان تنهي المجموعة جولتها الأولى على قصور الرئيس صدام حسين "في غضون يومين". واكد خبراء التفتيش انهم لم يجدوا في القصور اي دليل الى اخفاء اسلحة محظورة. وأبلغ كيشين الامين العام للمنظمة الدولية ان الصين تجدد دعمها الاتفاق الذي ابرمه انان مع بغداد في شأن المواقع الرئاسية، وأشاد بضيفه ل "حكمته وبراعته الديبلوماسية" خلال الازمة العراقية الاخيرة. واعتبر ان "الاتفاق صامد وعمليات التفتيش تجرى في شكل طبيعي"، مضيفاً ان "النجاح يتوقف على تصرف المفتشين وتعاون السلطات العراقية". ومدح انان الدور الحازم الذي لعبته الصين وقال: "اشكركم وحكومتكم للدعم الذي قدمتموه لحل الأزمة العراقية". وكان انان وصل الاثنين الى بكين المحطة الرابعة في جولته على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، والتي تهدف الى التأكد من دعمها الاتفاق. وزار الامين العام واشنطن وباريس وموسكو، وسيغادر بكين غداً متوجهاً الى لندن. وأعلن رئيس المجموعة الخاصة الديبلوماسي السري لانكي جاياناثا دانابالا في بغداد أمس ان المجموعة التي تضم خبراء في لجنة نزع السلاح أونسكوم وعشرين ديبلوماسياً "فتشت ستة مواقع رئاسية منذ الخميس الماضي وبقي موقعان هما موقع سجود في ضاحية بغداد والقصر الرئاسي في العاصمة العراقية". وتوقع دانابالا ان تنتهي هذه المهمة في غضون يومين مؤكداً ان عمليات التفتيش تجري "من دون حوادث وبالتعاون الكامل من قبل الحكومة العراقية، وذلك بحسب البرنامج الذي وضعته اللجنة الخاصة" أونسكوم. وزاد ان المجموعة زارت الاثنين موقعاً في البصرة في أقصى الجنوب، وآخر في الثرثار على بعد مئة كيلومتر شمال شرقي بغداد. وأضاف ان زيارة الموقعين تمت في شكل سريع "لأنهما صغيران". وترفض المجموعة تقديم أي اشارة مسبقة عن الأماكن التي ستفتشها، بموجب الاتفاق الذي أبرمه أنان مع بغداد في شباط فبراير الماضي. وكرر الديبلوماسي السري لانكي ان "مشكلات في شأن التخطيط الفني حصلت لكنها حلت"، مشيراً الى ان "مسؤولين عراقيين حاضرين في شكل دائم عمليات المجموعة الخاصة والفريق عامر رشيد وزير النفط كان حاضراً خلال تفتيش موقع البصرة". واعتبر ان وجودهم "دليل على التعاون الكامل الذي لمسناه من قبل الحكومة العراقية". وكان نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز الذي وقع الاتفاق مع أنان في 23 شباط حاضراً أثناء تفتيش قصر تكريت مسقط رأس صدام. ورفض دانابالا وصف القصر مكتفياً بالقول انه "قصر ضيافة وأجنحة ملحقة". وأضاف: "في بعض الأماكن هناك أشغال بناء في المواقع". وأكد ان المجموعة "تقوم بعمل جدي" وان أنان "مطلع على سير الزيارات". واستدرك: "طبقاً للاتفاق سيكون هناك دائماً احتمال اجراء زيارات لاحقة للقصور وفي هذه الحال تجب العودة الى نيويورك لاختيار فريق جديد من الديبلوماسيين" لمرافقة خبراء "أونسكوم" التي يرأسها ريتشارد بتلر. 15 دقيقة وصرح تشارلز دويلفر نائب بتلر الى وكالة "رويترز" أول من أمس بأن زيارات المواقع الرئاسية "كانت مفيدة جداً وازالت بعض الشكوك". لكنه أكد ان الزيارات تضمنت مسحاً سريعاً للمواقع التي تغطي 31.5 كيلومتر مربع، وتتضمن 1058 مبنى، ولم تكن تفتيشاً شاملاً. وأضاف: "اذا قسم الوقت الذي امضيناه على عدد المباني نكون أمضينا نحو 15 دقيقة في كل مبنى". ووصف التعامل مع المسؤولين العراقيين بأنه كان ودياً بعيداً عن اجواء المواجهة. وأقر بأن "شخصيات رفيعة" المستوى كانت موجودة للتعامل بسرعة مع أي مشكلة قد تطرأ خلال تفتيش تلك المواقع. يذكر ان ممثلي الدول الأعضاء في "أونسكوم" بدأوا ليل الاثنين اجتماعاً في نيويورك للاستماع الى تقرير لبتلر الذي أبلغ مجلس الأمن في الوقت ذاته ان هناك "روح تعاون" يبديها الجانب العراقي في تعامله مع اللجنة الخاصة منذ توقيع اتفاق شباط. لكنه شدد على أهمية توضيح برامج الأسلحة الكيماوية، موضحاً انه سيعقد اجتماعاً فنياً آخر في شأن غاز الأعصاب "في. اكس". وأشار بتلر في تقريره الى انه أبلغ طارق عزيز ان اللجنة لا تزال تتحقق من عدم انتاج بغداد الغاز على نطاق صناعي أو انها لا تعد لاستخدامه في انظمة عسكرية. وذكر ان المسؤول العراقي شكك في النهج الذي تعتمده اللجنة في عملية التحقق. وذكر فريق من الخبراء الدوليين الشهر الماضي ان العراق يملك الخبرة والمعدات وربما المكونات الضرورية لانتاج 200 طن متري من غاز "في. اكس". وجاء في التقرير ان طارق عزيز أقر بامتلاك العراق "كميات مهمة" من مكونات "في. اكس" لكنه لم ينجح في انتاجه على نطاق يتناسب مع استخدامه عسكرياً. وذكر بتلر ان اللجنة "لا تستنتج معلومات بل تستخدم معلومات حصلت عليها للتحقق من صحة ما يعلنه العراق". واتفق رئيس "أونسكوم" وطارق عزيز على عقد اجتماع آخر للتقويم الفني يركز على رؤوس الصواريخ أواخر نيسان ابريل الجاري على الأرجح. وصرح بتلر بأن هناك حاجة لحسم قضايا تتعلق بانتاج محركات صواريخ. على صعيد آخر وصلت الى بغداد مساء الاثنين طائرة جزائرية محملة 22 طناً من الأغذية والأدوية، للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب العراقي.