تبذل جهود حثيثة بعيداً عن الأضواء من أجل تحسين العلاقات بين طهران وحركة "طالبان" بعد توترها في أعقاب قتل ديبلوماسيين إيرانيين على أيدي عناصر الحركة في مزار الشريف في آب اغسطس الماضي. وكان هذا التوتر دفع طهران إلى حشد قواتها على طول الحدود الأفغانية واجراء مناورات وصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ قيام "الجمهورية الإسلامية"، شارك فيها أكثر من ربع مليون جندي إيراني. وقال الناطق باسم حركة "طالبان" ملاّ وكيل أحمد متوكل أمس ان "العلاقات بين طالبان وإيران، تتحسن بفضل جهود" لم يكشف عن تفاصيلها. وأبدى عتب الحركة على إيران التي "زودت المعارضة الأفغانية أسلحة وذخائر أدت إلى تقوية التحالف الشمالي أخيراً". ورأى أنه إذا أوقفت إيران دعمها للقائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود، فإن العلاقة ستتحسن أكثر بين الحركة وطهران. ولوحظ أن وسائل الإعلام الإيرانية خففت من لهجتها المعادية ل "طالبان" ولم تعد تصفها ب "الحركة المتشددة التي تضايق الشعب الأفغاني"، كما كانت تفعل في السابق. وأبلغت مصادر أفغانية مطلعة "الحياة" ان لقاءات مكثفة جرت بين الجانبين أواخر شهر رمضان من أجل تحسين العلاقات، عرضت خلالها إيران فتح طريق إسلام قلعة المطلة على الحدود الإيرانية وميناء بندر عباس لتسهيل نقل المؤن إلى مناطق سيطرة الحركة الأفغانية. وكانت إيران أغلقت هذه الطريق في أعقاب التوتر بين الطرفين، ما ألحق خسائر فادحة بالاقتصاد في مناطق "طالبان"، وارغمها على الاعتماد على طريق تركمنستان، ما يكلفها ضعف ما يكلفه الشحن عبر الخط الإيراني. وكشفت ل "الحياة" مصادر أفغانية مطلعة على المحادثات بين الجانبين، ان "طالبان" أصرت على توقيع اتفاق رسمي في شأن استخدام منفذ إسلام قلعة - بندر عباس، وهو ما رفضته إيران بحجة أنها لا تعترف بحكومة الحركة. وكان من شأن هذا الاتفاق ان يضفي نوعاً من الاعتراف الإيراني ب "طالبان"، لكنه يسبب انتكاسة، ولو معنوية، في صفوف المعارضة الأفغانية المدعومة إيرانياً. ورأى مراقبون ان هذه التطورات جاءت بعد تحسن طرأ على العلاقات الباكستانية - الإيرانية والزيارة التي قام بها وكيل الخارجية الباكستانية شمشاد أحمد خان إلى طهران، عشية الزيارة المرتقبة لوزير خارجية ايران كمال خرازي إلى باكستان.