طهران - أ ف ب - اعلنت الاذاعة الايرانية ان طهران أجرت "اتصالات مباشرة" مع ممثل رسمي لحركة "طالبان" تناولت مسألة الافراج عن ديبلوماسيين ورعايا ايرانيين محتجزين في افغانستان. وصرح مسؤول الملف الافغاني في وزارة الخارجية الايرانية علاء الدين بورودجردي بأن "قنصلنا العام في جلال اباد بحث مصير الرعايا الايرانيين في اتصال هاتفي مع وكيل احمد متوكل العضو في المجلس المركزي لطالبان". ومعلوم ان وكيل احمد متوكل يعتبر الذراع الايمن لزعيم "طالبان" ملاّ محمد عمر. واضاف بورودجردي ان ملاّ احمد متوكل أكد اثناء الاتصال انه لا يعلم شيئاً عن مصير الديبلوماسيين العشرة والصحافي الذي يعمل لوكالة الانباء الايرانية. الى ذلك، أكد بورودجردي اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي في مدينة قندهار، معقل طالبان جنوب بلاده، بين القنصل الايراني العام و"خمسين مواطناً ايرانياً". وحسب بورودجردي فإن مندوبين عن الصحافة الاجنبية التقوا السبت "78 من الرعايا الايرانيين في قندهار، واثر هذه اللقاءات اجرى قنصلنا العام اتصالاً مع ممثل طالبان للبحث في هذا الوضع". من جهة اخرى، كان مقرراً ان يصل وزير الدولة الباكستاني للشؤون الخارجية محمد صديق كانجو امس الاحد الى طهران لتسليم الرئيس محمد خاتمي رسالة من رئيس الوزراء نواز شريف، حسبما ذكرت الاذاعة الايرانية. ويذكر ان القادة الايرانيين لا يعترفون ب "طالبان" ويتهمون الحركة بخطف 11 مواطناً ايرانياً من قنصلية ايران في مزار الشريف وهذا ما تنفيه الحركة. ووجه عدد من المسؤولين الايرانيين تحذيرات الى الطالبان واكدوا ان ايران "لن تتساهل مع تهديدها لحدودهم الشرقية". وتتهم ايران رسمياً باكستان والولايات المتحدة بدعم "طالبان" في افغانستان بهدف "عزلها والسيطرة على موارد الطاقة في المنطقة. ولا تزال طهران تدعم الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني والمعارضة الافغانية التي تحارب "طالبان". على صعيد آخر، شجب وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في طهران أ ف ب استغلال النزاعات بين الفصائل الافغانية من قبل الدول المجاورة. وابدى اسفه للدور الذي تلعبه باكستان في هذا الاطار. وفي مؤتمر صحافي اعقب محادثاته مع الرئيس الايراني محمد خاتمي ونظيره الايراني كمال خرازي قال فيدرين أمس ان "افغانستان لن تستعيد سلامها طالما ليس هناك اتفاق بين الدول المجاورة التي اذكت الخلافات بين الفصائل" الافغانية. وأبدى الوزير الفرنسي اسفه لكون "باكستان متورطة كثيراً في القضية الافغانية" وشدد على انها "تلعب دورا، وهذا امر واضح جداً". وأشار الى ان "الفصائل الافغانية لن تتوصل الى السلام اذا لم يقم اتفاق بين الدول المجاورة على عدم استغلال الانقسامات الداخلية لخدمة مصالحها". وتابع فيدرين "تحدثنا كثيراً عن افغانستان مع نظيري خرازي وأبلغني قلق السلطات الايرانية الكبير من المنحى الذي اتخذه الوضع ومن الخطر المحتمل على الاستقرار الذي يمثله بالنسبة الى الدول الاخرى المجاورة". وأضاف ان "الايرانيين يريدون التاثير بايجابية على هذا الوضع وهم يعتبرون ان الحل يجب ان يكون سياسيا، على أساس مشاركة جميع احزاب البلاد التمثيلية في الحكومة والسلطة". وذكر فيدرين ان الحكومة الفرنسية ارسلت مؤخرا سفيرها السابق بيار لافرانس الى اسلام اباد ليعرب للسلطات الباكستانية عن "قلق باريس العميق ازاء الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة طالبان في افغانستان".