أفادت الانباء الواردة من نيودلهي امس ان عدداً من خبراء مكافحة الارهاب الاميركيين وصلوا الى الهند امس للاشراف على التحقيقات التي تجريها السلطات المحلية بشأن شبكة كانت تخطط للاعتداء على البعثات الديبلوماسية الاميركية هناك. واعلن ناطق باسم السفارة الاميركية في نيودلهي ان وصول الخبراء الاميركيين الثلثاء جاء بعد اعتقال البنغلاديشي سيد ابو ناصر وثلاثة آخرين، يعتقد انهم على علاقة بأسامة بن لادن. وجاء ذلك في وقت أجلت محكمة في لندن النظر في طلب واشنطن تسليمها السعودي خالد الفواز المتهم بالتآمر مع ابن لادن في تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام. كما جاء في وقت طلب مجلس الامن من حركة "طالبان" التوقف عن ايواء ارهابيين دوليين، في اشارة واضحة الى ابن لادن. ولم تتوفر فوراً معلومات عن مجرى التحقيقات في الهند سوى ان السلطات تطارد ستة اشخاص اعضاء في "الشبكة" المذكورة بينهم اربعة مصريون وسوداني. وكانت الشبكة تخطط لتفجير السفارة الاميركية في نيودلهي والقنصليتين الاميركيتين في كلكوتا في الشرق ومدراس في الجنوب الشرقي. وبعد الطلب الذي وجهه مجلس الامن الى "طالبان"، لم تستبعد مصادر ديبلوماسية اوروبية في باكستان ان تتعرض المناطق الخاضعة لسيطرة "طالبان" الى غارات اميركية جديدة، في ظل التهديدات التي اطلقها ابن لادن اخيراً من معاقله في جنوب غربي افغانستان. وعزت المصادر الديبلوماسية خلفية توقعها الى عدم عودة عائلات الديبلوماسين الاميركيين الى باكستان منذ جلائها عنها في اعقاب الضربة الاميركية التي تعرضت لها افغانستان غداة تفجير السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي في آب اغسطس الماضي، ما اسفر عن مقتل 224 شخصاً. وتعمل السفارة الاميركية في باكستان بنصف طاقمها المعتاد، ما يثير العديد من الاسئلة عن عزم واشنطن على توجيه مثل هذه الضربة بعد عيد الفطر. وكانت مصادر "طالبان" توقعت ان تُقدم واشنطن على ضرب مناطقها اثناء هجومها على العراق. وجاء هذا الربط بعدما كشفت مصادر ديبلوماسية ان ابن لادن قام بزيارة سرية الى بغداد في 1997 واجرى لقاءات مع القادة العراقيين من "اجل تنسيق المواقف بين الطرفين ضد الهيمنة الاميركية". وتعتقد المصادر ان هذه المعلومات اثارت مخاوف الادارة الاميركية. وكانت مصادر ديبلوماسية آسيوية أبلغت "الحياة" ان منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة تقوم بدور التنسيق بين ابن لادن و"طالبان" من جهة، والحكومة العراقية من جهة اخرى. وتقول المصادر انه لوحظ تردد وفود عراقية ووفود من قادة "مجاهدين خلق" الى افغانستان خلال فترة التوتر في العلاقة بين "طالبان" والحكومة الايرانية، بعد مقتل الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف عاصمة الشمال الافغاني وسقوطها في ايدي الحركة في آب اغسطس الماضي. وكانت اوساط القائد المناهض ل "طالبان" احمد شاه مسعود تحدثت عن وجود خبراء من "مجاهدين خلق" في مناطق الحركة اثناء المواجهة بينها وبين ايران في ايلول سبتمبر الماضي. وربط بعض المحللين بين حوادث الخطف في اليمن التي استهدفت رعايا بريطانيين ومطالبة الخاطفين برفع الحصار عن الشعب العراقي، وبين حديث اميركي عن وجود علاقة بين ابن لادن ومجموعة الخاطفين. غير ان مصادر قريبة من ابن لادن ابلغت "الحياة" انه "لا يملك ما يصرف به على اهله واتباعه فضلاً عن قيامه بنشاطات عسكرية موجهة ضد قوى عظمى". واوضحت المصادر ان حركة "طالبان" تقوم بالانفاق عليه وعلى اتباعه. وعزت المصادر ذلك الى ملاحقة واشنطن لأرصدته واعتقال عدد من اتباعه المقرّبين منه، مما أرغمه على اخفاء أرصدته. وكان وزير الاعلام في حكومة "طالبان" أمير خان متقي ذكر اخيراً ان ابن لادن لم تعد لديه القدرة المالية التي تخوله حتى ان يصرف على نفسه. ولم تستبعد مصادر باكستانية مطلعة ان يكون الهدف من التصريحات الهندية احداث نوع من التوتر في العلاقة الاميركية - الباكستانية كون اسلام اباد تدعم حركة "طالبان" التي توفر الحماية للثري العربي. خالد الفواز من جهة اخرى، اجلت محكمة في لندن امس النظر في طلب واشنطن تسليمها السعودي خالد الفواز المعتقل بتهمة "التآمر" مع اسامة بن لادن لقتل اميركيين في حادثي تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس الماضي. وجاء التأجيل الى الرابع من شباط فبراير المقبل بناء على طلب محامي الفواز الذي كان يرأس مكتب "هيئة النصيحة". وكان الفواز اعتقل في 23 ايلول سبتمبر الماضي مع ستة آخرين بموجب قانون بريطاني لمكافحة الارهاب.