سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولبرايت في كينيا وتنزانيا اليوم ومعلومات عن أدلة جديدة عن تفجير السفارة في نيروبي . واشنطن تقفل مراكزها في باكستان والمشتبه به ينفي في كينيا مسؤوليته عن التفجيرين
اسلام اباد، واشنطن، نيروبي، دار السلام - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اقفلت الولاياتالمتحدة كل مراكزها الديبلوماسية في باكستان أمس، بعدما حذرت رعاياها من السفر الى هذا البلد. وجاء الاجراء، بعدما سلمت باكستانكينيا مشتبهاً في ضلوعه في التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الأميركية في كل من نيروبي ودار السلام في السابع من الشهر الجاري. وأكد محققون أميركيون وكينيون في نيروبي ان المشتبه به الذي حققوا معه نفى، خلال التحقيق، مسؤوليته عن التفجيرين. وأفاد تقرير في واشنطن ان المحققين في نيروبي عثروا على جزء مهم من دليل ربما يقودهم الى تفاصيل عن السيارة التي استخدمت في تفجير العاصمة الكينية التي تصل إليها اليوم وزير الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت. وفي اسلام اباد، اعلنت السفارة الأميركية أمس انها اغلقت كل المراكز الأميركية في باكستان "حتى إشعار آخر". وجاء في البيان: "قررت وزارة الخارجية، تماشياً مع الاجراءات الأمنية الواجب اتخاذها في أماكن عدة خفض موظفيها في أربع مراكز في باكستان على الفور. ونتيجة لذلك قررت السفارة الأميركية غلق كل المراكز في باكستان حتى اشعار آخر" وهذه المراكز تقع في اسلام ابادوكراتشي ولاهور عاصمة اقليم البنجاب. وكانت الولاياتالمتحدة حذرت رعاياها من السفر الى باكستان وأمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها هناك وعائلاتهم بمغادرة البلاد، مشيرة الى "تهديد خطير جداً" للمنشآت والرعايا الأميركيين في باكستان. وطلبت الخارجية الأميركية من الأميركيين "التفكير جدياً في مغادرة باكستان". وقالت ان المطارات مفتوحة والرحلات الجوية العادية متوافرة، لكن الحكومة الأميركية رتبت رحلات جوية اضافية. وصرحت ناطقة باسم الخارجية الأميركية بأن القرارين اتخذا "على أساس وجود تهديد خطير جداً للمنشآت الأميركية وللأميركيين". وفي بيان منفصل حضت الوزارة جميع الأميركيين المسافرين الى الخارج على توخي "الحذر جداً" في ضوء تفجيري كينياوتنزانيا. وقالت: "بسبب احتمال استهداف منشآت السفارات الأميركية في عدد من الأماكن يجب على الزوار أن يبقوا متيقظين ازاء التطورات في هذا الشأن متخذين أقصى قدر من الحذر". وعلق بالفعل عمل السفارات الأميركية في الصومال والسودان وجمهورية الكونغو - برازافيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية وغينيا بيساو. وفي نيروبي، أكد بيان مشترك وزعته السفارة الأميركية ودائرة التحقيقات الجنائية الكينية وتلقت "الحياة" نسخة عنه أمس، ان المشتبه به "محمد صادق عودة المعروف ايضاً باسم عبدالباسط عوض ومحمد صادق هويدا عاد الى كينيا حيث تسلمته السلطات فيها من السلطات الباكستانية مساء 14 آب اغسطس وهو يخضع للتحقيق على يدي المسؤولة في مكتب التحقيقات الفيديرالي المكلفة ملف تفجير نيروبي شيلا صوران بالاشتراك مع نائب مدير قسم التحقيقات الجنائية الكيني بيتر مبوفي". وأضاف البيان، ان عودة "لم يعترف خلال التحقيق معه في نيروبي بمسؤوليته عن أي من التفجيرين في نيروبي ودار السلام، كما لم يشر الى الجهة الفاعلة". ولم يذكر البيان جنسية عودة أو عمره أو مصدر جواز السفر الذي يحمله. وكانت تقارير من اسلام ابادوكراتشي أفادت نقلاً عن مصادر قريبة من جهاز الاستخبارات الباكستاني أمس ان المشتبه به الذي كان أوقف في باكستان اعترف بتورطه في التخطيط للاعتداء على السفارة الأميركية في نيروبي وانه جند من قبل اسامة بن لادن. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان اسم المشتبه به محمد صادق المواعدة وانه فلسطيني يبلغ من العمر 34 عاماً. وان المشتبه به اعترف بأنه قدم مساعدة تقنية ولوجستية لمنفذي عملية التفجير في نيروبي، وأنه ينتمي الى مجموعة من سبعة أشخاص، بينهم مصريون ولبنانيون، وأنه عاش في افغانستان مع "طالبان" على نفقة بن لادن. وفي ختام استجوابه الذي استغرق أياماً عدة نقل في 14 آب الجاري على متن طائرة أميركية خاصة أقلعت من كراتشي الى كينيا. وذكر ان عناصر المجموعة الآخرين نجحوا في عبور مركز الجمارك الباكستانية متجهين الى افغانستان حيث كان من المفترض ان يستقبلهم بن لادن. الى ذلك، ذكرت مجلة "نيوزويك" ان المحققين في كينيا وجدوا ما يعتقدون انه جزء مهم من شاحنة صغيرة استخدمت في تفجير السفارة الأميركية في نيروبي. ونقلت المجلة في عددها الصادر أمس عن مصادر أميركية ان قوة الانفجار الذي قتل 247 شخصاً على الأقل في نيروبي في السابع من آب اغسطس اطاح عمود نقل الحركة الصلب للسيارة لأكثر من نصف كيلومتر. وأضافت الصحيفة ان المحققين يعتقدون ان عمود نقل الحركة خاص بسيارة شحن صغيرة من طراز "ميتسوبيشي" تحمل لوحات معدنية صادرة من دبي ويعتقد أنها نقلت القنبلة. وأشارت الى ان العمود يحمل أرقاماً متسلسلة محددة. من جهة أخرى، اعتبرت اولبرايت في مقال نشرته المجلة المؤرخ في 24 من الشهر الجاري ان أمن السفارات الأميركية تأثر من جراء الاقتطاعات في الموازنة. وكتبت اولبرايت عشية توجهها الى افريقيا اليوم في زاوية بعنوان "لن نخاف" وقالت: "ليس لدينا بكل بساطة الوقت والمال لضمان المستوى الأمني الأمثل لكل سفاراتنا. في العقد الأخير ألغينا مناصب في وزارة الخارجية في واشنطن وفي الخارج ... على أن اقيم رابطاً بين قدرة الولاياتالمتحدة على مواجهة التهديدات الأمنية والموارد التي تخصصها لهذا الغرض". وشددت على ان الادارة ستطلب من الكونغرس عندما يجتمع مجدداً مبالغ طارئة لبناء مقر أكثر أمناً وسلامة في كينيا ولترميم المبنى في تنزانيا ومواجهة أولويات أخرى على الصعيد الأمني.