سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالمجيد يدعو العراق الى وقف الحملات ويؤكد ان الاجتماع لن يبحث في عقد قمة . المجلس الوزاري سيطالب بغداد بالاعتراف بترسيم الحدود ويرفض الاعتداءات الاميركية البريطانية
عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بعد غد، جدد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد دعوته القيادة العراقية الى وقف حملاتها على الجامعة ودول اعضاء فيها خصوصاً السعودية والكويت. واكد ل "الحياة" استعداده لزيارة بغداد من اجل البحث في تنقية الاجواء العربية، مشيراً الى ان الاجتماع الوزاري لن يبحث في عقد قمة عربية. وعُلِمَ ان الجامعة ستطرح خلال الاجتماع مشروع بيان يطالب بغداد بتأكيد اعترافها بترسيم الحدود مع الكويت، ويرفض "الاعتداءات الاميركية - البريطانية على العراق"، ويدعو الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى التدخل لمعالجة الازمة العراقية بما يضمن "الاخلاء الكامل من اسلحة الدمار الشامل وانهاء العقوبات التي يتعرض لها العراقيون". وحضّ عبدالمجيد في تصريحات الى "الحياة"، بغداد على عدم الدخول في مواجهة مع الأممالمتحدة، ودعا القيادة العراقية الى إحترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحرب الخليج الثانية، فيما شدد على ضرورة وضع سقف زمني للعقوبات المفروضة على الشعب العراقي. وقال: "جميع المسؤولين العرب متفقون على ضرورة إنهاء معاناة الشعب العراقي .. ويجب أن يرى الشعب العراقي الضوء في نهاية النفق". واعترف عبدالمجيد بصعوبة اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد الأحد واعرب عن تفاؤل حذر. وقال: "الوزراء العرب على علم كامل بالمشاكل التي تعترض العمل العربي المشترك، وجلساتهم في مقر الجامعة ستكون فرصة للتحدث بصراحة وبموضوعية عن السبيل للخروج بحلول لهذه المشاكل". وكرر عبدالمجيد الشعار الذي طرحه منذ نحو خمس سنوات في مبادرته للمصالحة العربية الشاملة "المصارحة قبل المصالحة" ...، معتبراً أن الاجتماع في حد ذاته بمشاركة غالبية الوزراء العرب يؤكد حرص الدول العربية على استمرار العمل العربي المشترك وتجاوز أحداث آب اغسطس 1990، الغزو العراقي للكويت. وأكد أن جدول أعمال اجتماع الوزراء العرب التشاوري لن يبحث في عقد قمة عربية وسيتناول نقطتين اساسيتين هما الأزمة العراقية والوضع العربي الراهن، وسيكون للوزراء مطلق الحرية في الجلسة المغلقة في إبداء آرائهم واقتراحاتهم في معالجة موضوع العراق، وسُبل الخروج من الوضع العربي الراهن. وعما اذا كانت مشاركة وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف في الاجتماع ستحول دون مشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أوضح عبدالمجيد أن الصحاف شارك في اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية التي تعقد مرتين سنوياً، وانه تلقى تأكيداً بالمشاركة من وزيري الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد. ووصف الصحاف بأنه شخص "يمكن التحاور معه"، مشيراً إلى أنهما عملاً سوياً لأكثر من عامين في الأممالمتحدة، وقال ان "العراق ليس من مصلحته الدخول في مواجهات مع الأممالمتحدة، ومعاداة فرنسا وروسيا والصين". وعن التحفظات السعودية عن اجتماع الوزراء العرب، خصوصاً أنها تبنت تأجيل الاجتماع الى بعد غد الاحد بدل الشهر الماضي، أكد أن هذه التحفظات تتعلق برفض المشاركة في قمة عربية يحضرها الرئيس العراقي صدام حسين، وليس هناك اي تحفظ عن اجتماع وزراء الخارجية العرب. وفي شأن المبادرة السعودية بتخفيف العقوبات على العراق أشار إلى أن الجامعة لم تتلق هذه المبادرة رسمياً. وقال "طالبت مندوب السعودية السفير فؤاد مفتي الذي التقاه الأحد الماضي الوقوف على هذه المبادرة"، ولم يستبعد ان يطرحها الأمير سعود الفيصل امام اجتماع الوزراء العرب. وعن المطلوب من العراق تنفيذه لإستعادة دوره عربياً واقليمياً ودولياً، قال: "الالتزام بقرارات مجلس الأمن خصوصاً بالنسبة لترسيم الحدود مع الكويت، والتخلص من أسلحة الدمار الشامل، واحترام علاقات حُسن الجوار"، مشدداً على موقف الجامعة الرافض لأي تدخل في الشأن الداخلي العراقي أو المساس بسلامة أراضيه ووحدة ترابه الوطني. ودان عبدالمجيد العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية ضد العراق، ووصفها بأنها "عدوان على دولة عربية، عضو في الجامعة"، وشدد على ضرورة إنهاء معاناة الشعب العراقي، ووقف كل الأعمال العسكرية التي من شأنها تعريض حياة المدنيين للخطر، ودعا الأممالمتحدة الى الاضطلاع بدورها في حل المشكلة العراقية، وأعرب عن ثقته في قدرة الامين العام للأمم المتحدة على القيام بذلك. واوضح ان مشروع البيان الذي ينتظر أن تطرحه الجامعة على الوزراء العرب، "متوازن يترجم مشاعر المواطن العربي الذي ينتظر من الوزراء العرب أن يخرجوا بموقف موحد ينهي معاناة الشعب العراقي، ويضمن استقرار الامن في منطقة الخليج، ويلبي قرارات الشرعية ويحفظ للعراق سيادته على أراضيه". وعلمت "الحياة" أن مشروع البيان يتضمن النقاط الآتية: - مطالبة العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن وتأكيد اعترافه بترسيم الحدود مع الكويت. - رفض الاعتداءات الأميركية - البريطانية على العراق، ومطالبة الدولتين وقف أي تصرف يتم خارج مجلس الأمن. - دعوة الامين العام للأمم المتحدة الى التدخل في معالجة الأزمة العراقية لايجاد الحل المناسب بما يضمن إخلاء العراق الكامل من أسلحة الدمار الشامل وإنهاء العقوبات التي يتعرض لها العراقيون. - رفض استخدام القوة في التعاطي مع العراق، واستخدام الجهود الديبلوماسية لحل الخلافات بين الأممالمتحدةوالعراق. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ل "الحياة" ان عبدالمجيد سيعقد لقاءً منفرداً مع وزير الخارجية العراقي الذي يصل الى القاهرة مساء اليوم في مسعى لتجنيب اجتماع الوزراء العرب حدوث خلافات والاستماع الى طلبات العراق من الجامعة والوزراء العرب، خصوصاً في شأن رفع العقوبات من جانب واحد. وأوضحت المصادر أن فكرة انهاء العقوبات عربياً من جانب واحد غير واردة، وقالت: إن اتخاذ اجراء من هذا القبيل من شأنه أن يؤدي الى حدوث مواجهة مع الأممالمتحدة وهي ليست في مصلحة أحد. ويلتقي عبدالمجيد غداً السبت، عشية الاجتماع، وزراء خارجية اليمن السيد عبدالقادر باجمال الذي دعت بلاده الى الاجتماع الوزاري والقمة العربية، والكويت الشيخ صباح الأحمد والسعودية الأمير سعود الفيصل لتنسيق المواقف قبل الجلسة الرسمية التي يخشى الأمين العام للجامعة من حدوث خلافات فيها وقال: "لا أضمن ماذا سيحدث في اجتماع الوزراء العرب". ولوحظ أن ليبيا هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تبلغ الجامعة حتى أمس موقفها من المشاركة في الاجتماع، واستغربت المصادر الموقف الليبي، وقالت "عسى أن تحمل الساعات المقبلة موقفاً ليبياً جديداً حتى تكون المشاركة العربية كاملة". في دمشق "الحياة" قالت مصادر رسمية ان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع اتصل امس برئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص بصفته وزيراً للخارجية وبحث معه في "التنسيق بين البلدين بالنسبة للمواضيع المطروحة على اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في القاهرة في ال 24 من الشهر الجاري". واشارت الى ان الشرع تلقى اتصالاً آخر من وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى "تبادلا خلاله الرأي في شأن التطورات الجارية في المنطقة والازمة الراهنة بين العراق والولايات المتحدة واهمية الخروج بموقف عربي موحد حيال ذلك".