غادر الرئيس ياسر عرفات العاصمة الروسية امس من دون الحصول على وعد من موسكو بالمشاركة في قمة واشنطن الأربعاء المقبل، التي ينتظر ان يوقع خلالها اتفاق اسرائيلي - فلسطيني برعاية الولاياتالمتحدة. وحرصت موسكو على ان تكون مراسم استقبال عرفات ووداعه مطابقة لتلك التي تنظم اثناء زيارات رؤساء الدول، بما في ذلك استعراض حرس الشرف وعزف السلام الوطني. وفي ايماءة بالغة الدلالة، توجه وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اثر عودته من بلغراد ولندن من المطار الى قصر الضيافة للقاء عرفات. وعلمت "الحياة" من مصدر قريب الى الوفد الفلسطيني ان أحد المواضيع الرئيسية التي نوقشت مع ايفانوف، ومع رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف قبل ذلك، هو ايجاد صيغة مناسبة لمشاركة روسيا في قمة واشنطن الاميركية - الاسرائيلية - الفلسطينية. وأشار المصدر الى ان الاتفاق الذي قد تسفر عنه القمة يمكن تسميته بپ"9"4" أي انسحاب اسرائيل من 13 في المئة من الأراضي الفلسطينية مع ابقاء 4 في المئة "ضمن شروط معينة". ويريد الفلسطينيون ان تشارك روسيا في القمة كراع لعملية السلام وشاهد على الاتفاق، إلا ان مصادر ديبلوماسية اشارت الى ان الاميركيين اعترضوا على "مشاركة كاملة" وسيتخذ القرار النهائي في وقت لاحق. وحقق عرفات "اختراقاً" مهماً على الصعيد الروسي الداخلي بعقده لقاء مع محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي يعد أقوى المرشحين للرئاسة المقبلة، والمعروف بقربه من الأوساط المالية اليهودية والاسرائيلية. وأعلن لوجكوف امس تأييده قيام دولة فلسطينية ووعد بتقديم مساعدات الى بلدية بيت لحم لمناسبة احتفالات الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح.