أجرى الرئيس ياسر عرفات محادثات في موسكو مع الرئيس بوريس يلتسن ورئيس وزرائه يفغيني بريماكوف وعرض خلالها على موسكو "المشاركة بصيغة مقبولة" في القمة الثلاثية الفلسطينية - الأميركية - الإسرائيلية في واشنطن الاسبوع المقبل. ورفض بريماكوف تأكيد موافقة بلاده على المشاركة، فيما أشار الجانبان إلى أهمية نزع فتيل الوضع المتوتر على الحدود التركية - السورية. وادخلت في الساعات الأخيرة تعديلات على برنامج زيارة عرفاتلموسكو بعد تحقيق تقدم في محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت. وعقد عرفات فور وصوله إلى العاصمة الروسية اجتماعاً بروتوكولياً مع يلتسن الذي تمنى له "نجاح الزيارة"، في إشارة إلى أن الرئيس الروسي ليس طرفاً مباشراً في المحادثات. وذكر مساعد يلتسن للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان الرئيس قرر تعيين ممثل دائم له في الشرق الأوسط، وقال إنه سيختار الممثل الدائم من بين نواب وزير الخارجية. واللافت ان هذه الصفة يحملها فعلاً نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك الذي شارك في محادثات أمس بسبب اضطرار الوزير ايغور ايفانوف إلى مغادرة موسكو في صورة طارئة في إطار مساع لمعالجة مشكلة كوسوفو. واثر المحادثات مع بريماكوف، ذكر عرفات أنه شرح للقادة الروس "تفصيلات ما حدث" في واشنطن ودعاهم إلى المشاركة في قمة الأسبوع المقبل الذي يتوقع ان يبرم فيه اتفاق فلسطيني - إسرائيلي. وأكد الرئيس الفلسطيني أنه أصر على وجود الراعي الروسي. لكن بريماكوف قال إن الموضوع "حساس" وان مشاركة روسيا "مرهونة برأي جميع الأطراف المعنية"، في إشارة إلى أن موسكو لن تقبل بدور ثانوي مقابل دور أساسي للأميركيين. وشدد رئيس الوزراء الروسي على أن بلاده "تلعب دوراً ايجابياً حتى عندما تكون في الظل". ولمح إلى أنها تجري اتصالات مكثفة مع دمشق وأنقرة بهدف "تحقيق انفراج". ولم يتحدث عرفات عن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في واشنطن، لكنه قال: "نرجو أن نعلن الدولة الفلسطينية باتفاق جميع الأطراف في الرابع من أيار مايو المقبل بعد انتهاء المرحلة الانتقالية". ووقع في موسكو أمس اتفاقاً للتعاون الاقتصادي والتجاري بين السلطة الفلسطينية وروسيا.