حذر شيوخ قبائل صحراوية من مخاطر اندلاع حرب اهلية قد تحول الصحراء الغربية الى "صومال جديدة" في حال عدم انصاف السكان المتحدرين من اصول صحراوية للمشاركة في الاستفتاء. وجدد هؤلاء تحذيراتهم في تصريحات نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تحقيق نشرته امس عن هؤلاء الشيوخ، وقال احدهم ان "الظلم يؤدي الى حرب اهلية"، وحذر الشيوخ الاممالمتحدة من تداعيات الموقف لأنهم "لا يقبلون ابداً باستفتاء لن يشاركوا فيه"، وقال بعض هؤلاء ان الاممالمتحدة "لا تدرك انها اذا تشبثت بموقفها فإنها ستتوصل الى نتيجة معاكسة لما يجري الحديث عنه" وانها "ستشعل بؤرة للتوتر لن تخمد جذوتها". ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية المغربي ادريس البصري تشبث بلاده باجراء الاستفتاء والتزام التعاون الكامل مع الاممالمتحدة ، والمضي قدماً في اطار مسلسل الاستفتاء، وأضافت ان الوزير البصري صرح بأن بلاده تؤيد الاتفاق حول تمديد مهمة "المينورسو"، وكذلك اضفاء الطابع الرسمي على دور مفوضية اللاجئين التي ستقوم بمهمة ترحيل اللاجئين الصحراويين من تيندوف جنوب غربي الجزائر وشمال موريتانيا نحو المحافظات الصحراوية للمشاركة في الاستفتاء وفق خطة الاممالمتحدة. ونفى الوزير البصري وجود اي خيار آخر غير الاستفتاء، مؤكداً ان حل قضية الصحراء "يمر عبر الاستفتاء حول مسألة جوهرية هي الاستقلال او الاندماج وليست هناك حلول بديلة". لكن المسؤول المغربي انتقد الطريقة التي تتعامل معها بعثة "المينورسو" في تحديد هوية الرعايا المتحدرين من اصول صحراوية، وندد ب "الانحياز السافر" الذي أظهره مراقبو جبهة بوليساريو برفضهم طلبات التسجيل التي "تزعجهم". وأكد ان "جميع الصحراويين لهم الحق في التصويت"، موضحاً انه "اذا كنا نحترم خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة ، فيجب ايضاً ان نحترم الهيئة الناخبة". وسئل عن الاتهامات التي تقول ان المغرب يحاول توسيع رقعة الناخبين لضمان فوز انصار مغربية المحافظات الصحراوية فقال إن المغرب "ضحية خطاب روج له خصومه وبلدان اخرى". إلى ذلك أجرى وزير الداخلية المغربي ادريس البصري، اول من امس محادثات مع الموفد الدولي للامين العام للامم المتحدة في الصحراء الديبلوماسي تشارلز دانبر في الرباط، في حضور رئيس لجنة تحديد الهوية روبين كينلوش، وممثل المفوضية العليا للاجئين كريم فازيلول ومسؤولين مغاربة. وقالت مصادر رسمية ان المحادثات عرضت قضايا عدة، في مقدمها الموقف من معاودة استئناف عمليات تحديد الهوية، وكذلك اقامة بعثة المفوضية العليا للاجئين في المحافظات الصحراوية، والبروتوكولات المتعلقة باعادة اللاجئين وتحديد مواقع اقامتهم. واضافت المصادر انه بعد عرض وجهات النظر حول هذه القضايا تم الاتفاق على عقد جلسات عمل اخرى مع بعثة "مينورسو" ومفوضية اللاجئين في الايام القليلة المقبلة لمواصلة البحث في القضايا المطروحة تقنيا ووضع جدول زمني لذلك. يذكر ان الاقتراحات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال زيارته الاخيرة الى منطقة الشمال الافريقي شملت حض الاطراف المعنية على ابرام اتفاقات حول نشر القوات واعادة اللاجئين، وكذلك استئناف عمليات تحديد الهوية بالنسبة الى ثلاث مجموعات قبلية يقدر عددها بحوالى 65 ألف نسمة. وكانت تصريحات تداولها بعض وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة حددت اعداد المؤهلين 85 الفاً من بين 147 الفاً تم تحديد هويتهم. لكن بعثة "مينورسو" أكدت أنها مجرد تكهنات. واتهمت اوساط مغربية بعض مسؤولي الاممالمتحدة بأنهم يعملون من منطلقات مسبقة ترمي الى تقليص الهيئة الناخبة المؤهلة للمشاركة في الاقتراع المقرر في كانون الاول ديسمبر المقبل.