واشنطن - ا ف ب - اعتبرت ابرز الصحف الاميركية امس الاربعاء ان الخطاب الذي القاه الرئيس بيل كلينتون حول حال الاتحاد، اثبت ان المبادرات التي اتخذتها ادارته اهم من المحاكمة الجارية في اطار قضية مونيكا لوينسكي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان "كلينتون وضع برنامجه الخاص بالسياسة الداخلية الاكثر طموحا منذ 1993". واضافت ان خطاب كلينتون "كان يجب ان يكون جريئا ويحاول اثبات قدرته السياسية على المضي قدما". اما "واشنطن بوست" فاعتبرت ان معظم المشاريع التي اقترحها كلينتون "جيدة بما فيه الكفاية"، معتبرة ان الرئيس "محق" في اقتراحه المحافظة على الفائض في الميزانية في القطاع العام للتقاعد والتربية. واضافت ان "الرئيس لعب افضل اوراقه السياسية في وقت تستطيع البلاد ان تعمل فيه على تسوية هذه المشاكل الطويلة الامد". وفي اشارة الى بدء اجراءات الاقالة، ذكرت "تايمز" ان الخطاب الرئاسي اثبت "مواهب كلينتون السياسية والخطابية". وتابعت الصحيفة ان خطاب الرئيس كان "اهم من مجرد عرض للمشاريع للعامين المتبقيين من ولايته الرئاسية. انه يحاول اعادة مكانته التاريخية". وكان الرئيس دعا في الخطاب الذي القاه امام الكونغرس مساء اول من امس الامة الاميركية الى مواجهة مسؤولياتها كقوة عظمى على مشارف الالفية الجديدة. واستغل الفرصة لتجديد التحذيرات الاميركية للعراق وللرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش. وقال : "لم يسبق ان حظيت امة اخرى بفرصة او اوكلت اليها مسؤولية بناء عالم اكثر سلما وامنا وحرية". احتواء صدام وتعهد بان تواصل الولاياتالمتحدة جهودها من اجل "احتواء الرئيس العراقي صدام حسين" كما ستواصل الجهود من اجل اسقاط نظامه. واعرب عن امله في ان "ياتي يوم يكون فيه للعراق حكومة جديرة بشعبه". وصفق الحاضرون طويلا بما في ذلك الجمهوريون، عندما وجه كلينتون تحية الى 33 الف جندي اميركي شاركوا في عملية "ثعلب الصحراء" في حضور طيار مقاتلة "بي-1" شاركت في الغارات ضد العراق. كما صفقوا عندما اكد رغبته في زيادة موازنة الدفاع المتدنية منذ عام 1985. ودعا كلينتون مجلس الشيوخ الى "تقديم الوسائل" الضرورية لاسرائيل والفلسطينيين من اجل تسهيل تطبيق اتفاقهما الموقع في واي بلانتيشن في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وطلب من الكونغرس ان يخصص اموالا "لصون امن اسرائيل وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني ودعم اصدقائنا في الاردن" على امل باستئناف تطبيق الاتفاق الموقع بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في واي بلانتيشن. وقال: "لا ينبغي ولا يمكننا السماح لانفسنا بان نتخلى عن انصار السلام" وسط تصفيق الحاضرين. ابن لادن وشكل استعراض غير مفاجئ للتحديات التي تواجهها الولاياتالمتحدة من "الارهاب الدولي المتمثل باسامة بن لادن" الى انتشار الاسلحة النووية الذي "تزيد الهند وباكستان وكوريا الشمالية من حدته"، سدس الخطاب الرئاسي تقريبا. وطلب كلينتون من الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش "وقف قمعه الوحشي" في كوسوفو ومنح حكم ذاتي اوسع لهذا الاقليم الصربي الذي يشكل الالبان غالبية سكانه. الا انه امتنع عن التلويح مباشرة بلجوء حلف شمال الاطلسي الى تنفيذ عملية عسكرية للضغط على ميلوشيفيتش. واكتفى كلينتون بالاشارة الى روسيا ببضع كلمات معربا عن امله في تخفيض ترسانتها النووية. كما اكد ضرورة "عدم عزل" الصين. واشار الى افريقيا حيث "تشهد الديموقراطية والتدابير الاصلاحية تقدما". وعبر عن امله في ان "تعيش كوبا قريبا محاسن الحرية". من جهة اخرى، اثنى كلينتون على "الدور الاساسي" الذي تلعبه الاممالمتحدة من خلال تشديده على اهمية التحالفات "من اجل اقتسام الاعباء". وطلب من الكونغرس السماح اخيرا بدفع مبلغ 900 مليون دولار من المتأخرات الاميركية للمنظمة الدولية مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة هي المساهم الرئيسي فيها. كما كرر التزام اميركا في اوروبا من خلال دورها في الحلف الاطلسي. وقال ان القمة المقبلة للحلف التي ستعقد في نيسان ابريل المقبل في واشنطن لن تكون فقط للمصادقة على انضمام بولندا واهنغاريا وجمهورية تشيكيا الى الحلف بل ل "تحديد مهمات جديدة". وتقترح الولاياتالمتحدة منح الحلف في فترة ما بعد الحرب الباردة دورا متزايدا في مكافحة انتشار الازمات وادارتها في اوروبا كما في البلقان على سبيل المثال. الا ان بعض الدول الاوروبية مثل المانيا وفرنسا، ابدت قلقها من هذه الرغبة في تحويل الحلف الى شرطي ينظم شؤون العالم وتتردد في تجاوز الاممالمتحدة.