كشف المعارض المغربي الفقيه محمد البصري أن خطة أعدت لتهريب الرئيس الجزائري السابق احمد بن بله من سجنه على عهد الرئيس الراحل هواري بومدين. وقال البصري في مقابلة نشرتها صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" أمس ضمن مذكرات تطاول تجربته في المنفى وعلاقاته المختلفة: "حاولنا تهريب بن بله وسعينا إلى ذلك بتنسيق مفتوح بين اخواننا، وفي مقدمهم عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء المغربي الحالي وسعيد بونعيلات مقاوم مغربي، وأصدقاء مصريون". ولم يحدد فترة المحاولة والظروف التي احاطت بكشفها، لكنه نقل عن بومدين، بعد افتضاح العملية: "قل لعبدالرحمن اليوسفي هذا بلده أي الجزائر ولا نريد ان نخسره. ونحن نعرف انه كان متعاطفاً معنا ومع بلادنا". وأضاف البصري ان بومدين تجنب ان يوجه الخطاب نفسه إليه، على رغم انه كان وراء العملية. وذكر أن محاولة ثانية جرى التخطيط لها بمشاركة الجزائري الراحل محمد بوديا الذي اغتالته الاستخبارات الاسرائيلية في فرنسا في السبعينات، لكنه عارض تنفيذها خوفاً على حياة بن بله الذي وصف علاقاته معه بأنها كانت "حميمة جداً"، وانه دعم "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" الذي كان البصري عضواً فيه، من خلال اقتناء مطبعة خاصة بالحزب، قبل ان يشهد انشقاقاً أدى إلى تأسيس الاتحاد الاشتراكي الحالي الذي يتزعمه اليوسفي. وقال البصري إنه بعد اطلاق بن بله حاول التدخل لدى الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد لحض بن بله على البقاء في الجزائر، لكن الأخير فضل أن يعيش خارج بلاده. وشملت محاولاته أيضاً الرغبة في اسناد رئاسة حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري اليه، ولو بصفة شرفية، لكنها لم تنجح، كذلك الحال بالنسبة إلى العلاقة مع جبهة الانقاذ الجزائرية. يذكر أن البصري حافظ على علاقاته مع الجزائر، على رغم سنوات القطيعة التي اجتازتها العلاقات المغربية - الجزائرية. وكان يعتزم العودة الى المغرب انطلاقاً من الجزائر في صيف 1994 بعد صدور عفو شامل عن المعتقلين السياسيين والمنفيين، لكنه اختار في اللحظة الأخيرة أن يعود من ليبيا التي يرتبط بعلاقات متميزة معها، وزارها أخيراً ضمن وفد عن التنظيمات الشعبية المغربية للتضامن مع ليبيا في مواجهة الحصار المفروض بسبب أزمة لوكربي.