تنتهي آخر هذا الشهر المهلة التي حددها "قانون تحرير العراق" الاميركي الذي اقره الكونغرس، في ايلول سبتمبر الماضي من اجل تحديد التنظيمات المعارضة العراقية التي يمكن لها ان تتلقى المساعدات الاميركية التي تصل قيمتها الى 97 مليون دولار. ويقول نبأ في صحيفة "واشنطن بوست" انه جرى تحديد اسماء اربع مجموعات وثمة ثلاث اخرى قيد الدرس. اما مصادر المعارضة العراقية - لندن فذكرت ل "الحياة" ان الاوضاع التي تعيشها هذه التنظيمات لا توحي بقدرتها على الاتحاد فكيف بلعبها دوراً في اسقاط النظام والحلول محله. وجاء في "واشنطن بوست" امس نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون لم يقرر فعلاً تقديم مساعدة عسكرية الى اي من المجموعات وانما اعتبر انها تفي بالمتطلبات القانونية لتلقي مثل هذه المساعدة وفقاً للقانون. وذكر ذلك المسؤول بالاسم كلاً من المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه احمد الجلبي والحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وجلال طالباني ومجموعة دعاة الملكية الدستورية بقيادة الشريف علي. وقالت "واشنطن بوست" ان الولاياتالمتحدة تريد للمؤتمر الوطني العراقي ان يدعو الى الاجتماع للجنة التنفيذية في اقرب موعد ممكن. واكتفى مسؤول في البيت الأبيض بوصف القائمة التي لا حاجة لتقديمها الى الكونغرس حتى 30 كانون الثاني يناير الجاري بأنها تضم "الجهات المعتادة" قائلاً: "اذا كانت هناك مجموعة شرعية عملنا معها في الماضي فإن بالامكان القول بأنها ستكون على القائمة". ومن المرجح ان تضم القائمة تنظيمين آخرين هما الوفاق الوطني العراقي والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، وهو التنظيم الشيعي الرئيسي. مصير "المؤتمر الوطني" وأكد المسؤول قول "واشنطن بوست" ان الولاياتالمتحدة تريد لمجموعات المعارضة ان تلتقي بسرعة وتعقد اجتماعاً عاماً. لكنه امتنع عن التعليق على اشارات الى ان واشنطن تسعى الى رفع المؤتمر الوطني العراقي الى مستوى مظلة تنظيمية عليا. وقال: "نتطلع قدماً الى اجتماع للمعارضة العراقية بأسرع ما يمكن لكننا اردنا دائماً ان ندعم معارضة عراقية عريضة القاعدة ومتنوعة كأفضل سبيل لجعل جهودها فعالة وناجحة في نهاية الأمر". وأضاف ان التخطيط لاجتماع عام، كان قد دعا اليه للمرة الأولى مستشار الأمن القومي صموئيل بيرغر في كانون الأول ديسمبر الماضي على اساس ان يعقد في واشنطن، ان امكن ذلك، ما زال قيد الدرس. وعلقت مصادر في المعارضة العراقية في لندن على هذه الانباء بأن الجلبي لم يلق اجابات مشجعة على دعوات وجهها لبعض القوى والشخصيات، وذلك برغم التشجيع الذي يلقاه من مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك. وإذا استمر الوضع على هذه الحال فمن المشكوك فيه ان ينجح المؤتمر الذي دعا اليه بيرغر في واشنطن اواخر هذا الشهر، وهو الامر الذي دفع وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الى استخدام تعبير "خطوة خطوة" في معرض شرحه للدعم المقدم الى المعارضة العراقية. ولاحظت هذه المصادر ان التيارين القومي واليساري، المتأثرين بدمشق، متحفظان على الرعاية الاميركية للمعارضة وانهما ربما وصلا الى تفضيل بقاء الرئيس صدام حسين في السلطة على اسقاطه بپ"صواريخ الامبريالية". وتمضي هذه المصادر المستقلة لتشير الى ان وساطة قام بها السيد محمد بحر العلوم لاقناع شخصيات اسلامية مستقلة بالعودة الى مظلة "المؤتمر" فشلت، والى ان دوائر في الادارة الاميركية نفسها تشكك في قدرة المؤتمر على حشد التأييد حوله. المجلس الاسلامي الأعلى وعلم في هذا السياق ان المجلس الاسلامي الأعلى اعاد تنظيم صفوفه وقيادته وانتخب مجلس شورى مركزياً من 9 أعضاء بدل 15 الأمر الذي اخرج عضوين احدهما هو سامي البدري المسؤول السياسي لحركة "جند الامام". وفي حين يشهد المجلس دعوة الى التعاطي مع حقيقة ان واشنطن جادة في اسقاط النظام فان هناك من يرى ان ما اتفق عليه مع انديك لم يتحقق اذ لم يتم اصلاح "المؤتمر" ولم يطرح مشروع جديد لتجميع المعارضة. على صعيد آخر قال متحدث باسم حركة الوفاق الوطني ان المؤتمر انتهى كتشكيل سياسي، واضاف ان حركته على اتصال بالحزبين الكرديين وبالمجلس الاسلامي للتشاور حول مشروع اعدته يكون بديلاً عن المؤتمر. غير ان اعضاء بارزين في هذه الاحزاب الثلاثة قالوا، في لندن، ان لا معلومات لديهم عن هذا المشروع حتى الآن.