لندن - "الحياة"، رويترز - أعربت تنظيمات عراقية معارضة عن ارتياحها الى الدعم الاميركي بعدما التقى ممثلو 16 تنظيماً مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك في لندن. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان توجهات التنظيمات كانت متباينة خلال الاجتماع الذي عقد ليل الثلثاء، وان المداولات لم تشمل أي مشروع محدد لإطاحة نظام الرئيس صدام حسين. لكن مشاركين في الاجتماع أعربوا عن ارتياحهم، موضحين ان أنديك ابلغهم تغيّراً جدياً في السياسة الاميركية، وان واشنطن ستلعب دوراً نشطاً في مساعدة المعارضة لإطاحة صدام. واكدت المصادر ل "الحياة" ان انديك جدد رغبة ادارة الرئيس بيل كلينتون في رؤية "حكومة مختلفة في العراق تحترم حقوق الانسان ولا تشكل خطراً على دول المنطقة". وأشار الى مساعدة "مؤثرة" ستقدمها الولاياتالمتحدة للمعارضة في حال وحدت صفوفها وتحركاتها. وتابعت المصادر ان "الأميركيين جادون في رغبتهم في التغيير، لكن السؤال الذي لم يجد جواباً بعد هو كيف؟". وعلم ان المجتمعين اتفقوا على مواصلة العمل لتطوير عمل المعارضة وهياكلها، ومواصلة الاتصالات بالجهات الأخرى المعارضة التي لم تحضر الاجتماع مع انديك، وذلك من اجل توحيد الجهود. وشددت التنظيمات على أهمية استعجال "محاكمة الرئيس صدام حسين" بسبب انتهاكات حقوق الانسان. وشكرت للادارة الاميركية جهودها في تحقيق المصالحة بين حزبي مسعود بارزاني وجلال طالباني. واستمر الاجتماع مع انديك اربع ساعات، وهو تلى محادثات اجراها المسؤول الاميركي مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت. وقال رئيس المجلس التنفيذي ل "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي: "قال لنا انديك ان موافقة الكونغرس على تخصيص أموال للمساعدة العسكرية تطور مهم جداً، تشجعنا بذلك ووافق الجميع على العمل لتوحيد صفوف المعارضة". وأضاف في تصريحات الى الصحافيين: "ليحذر صدام. المعارضة تتمتع الآن بتأييد الكونغرس والادارة الاميركية وسنبذل كل جهد لنستفيد من هذه المساعدة لتحقيق هدفنا". وزاد ان بعض جماعات المعارضة العراقية طلب مساعدات مالية اميركية لتمويل محطات اذاعية تبث برامجها الى العراق، وان انديك وعد بدرس الطلب. وتابع الجلبي: "سأجري مزيداً من الاتصالات مع زعماء المعارضة كي نستفيد من كل المساعدة الدولية من اجل اطاحة صدام". واعرب الشريف علي بن الحسين رئيس "الحركة الملكية الدستورية" عن أمله بالاستفادة من هذا الزخم داخل المعارضة واستغلال أي ضعف يطرأ على موقف بغداد. وقال: "حققنا الكثير من الاجتماع، ننسق منذ فترة طويلة موقفنا مع جماعات المعارضة، وسنبذل كل جهد في ضوء المساعدة الاميركية المعلنة لمجيء نظام جديد في العراق". لكن الحزب الشيوعي العراقي اعتبر ان تغيير النظام "شأن داخلي من حق شعبنا ومن صلاحياته". "سماسرة" في بغداد أ ف ب، وصف ناطق رسمي عراقي امس اعضاء المعارضة العراقية بأنهم "سماسرة" ينتقلون بين "الكويت وتل ابيب" للقيام بأعمال عدائية ضد العراق. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن الناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام ان "هؤلاء السماسرة الذين باعوا شرفهم عندما انخرطوا في مسار الاختلاسات والسرقات واللصوصية والعمولات والتعاملات المشبوهة مع الشركات الاجنبية، مضوا في المسار الى نهايته المتمثلة ببيع شرفهم الوطني والانخراط في نهج العمالة لأجهزة المخابرات الاميركية والبريطانية والصهيونية، ومساعدة أعداء بلادهم وشعبهم على الإمعان في إلحاق الأذى بهما"