بغداد، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - رغم نفي البيت الأبيض، جددت بغداد أمس تأكيدها اسقاط طائرة للتحالف الغربي فوق شمال العراق في وقت متقدم ليل الاثنين. وقال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس ان مواقع المراقبة والقوات في الميدان أكدت أنها اسقطت طائرة ولكن لم يعثر بعد على حطامها. وأضاف ان العراق سيواصل اطلاق النار على الطائرات الأميركية والبريطانية والفرنسية التي تفرض حظراً جوياً فوق شماله وجنوبه. وأكد ان العراق لا يعترف بمنطقتي الحظر الجوي، مشيراً الى أن بغداد تعد وثائق بالخسائر المالية التي احدثها القصف الأميركي - البريطاني خلال عملية "ثعلب الصحراء" وستقدمها للأمم المتحدة لتطلب تعويضات. وكان العراق أعلن في بيان عسكري ان "الدفاعات الجوية الصاروخية العراقية اسقطت وباحتمال شبه أكيد طائرة معادية" في شمال العراق، في حادث تواجهت اثناءه طائرات أميركية وبطارية عراقية للمدفعية المضادة للطائرات. لكن البيت الأبيض نفى الحادث فوراً. ويعتبر الحادث الأخطر من نوعه منذ الغارات الأميركية - البريطانية على العراق بين 16 و19 كانون الأول ديسمبر الجاري. واعترفت بغداد بسقوط أربعة قتلى وسبعة جرحى. وتصدرت أنباء الحادث الصفحات الأولى في الصحف العراقية التي لم تعلق على "الاشتباكات" الجوية، وأكد الرئيس الأميركي بيل كلينتون ليل الاثنين ان الطائرات الأميركية "هاجمت لأنها تعرضت للهجوم". وأضاف ان "منطقتي الحظر الجوي ستبقيان جزءاً أساسياً من سياستنا في احتواء" النظام العراقي. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان الدفاعات الجوية العراقية قامت ب "محاولة جادة" لاسقاط طائرة للتحالف فوق منطقة الحظر الجوي في شمال العراق باطلاقها صواريخ غير موجهة. ونقلت عن مصادر اميركية ان العراقيين استخدموا تقنية "الاطلاق البصري" عندما وجهوا صاروخي أرض - جو من طراز "اس. اي3" من الصواريخ الثلاثة التي استهدفت الاثنين الطائرات الاميركية. وذكرت المصادر ان الفرق العراقية حاولت توجيه رادار قاعدة الاطلاق الذي يقود الصواريخ نحو هدفها، في اللحظة الاخيرة لتقليص فترة الانذار من قبل الفرق الاميركية. واوضح أحد كبار الضباط للصحيفة ان الصرب استخدموا هذا التكتيك بنجاح ضد الطيران الاميركي في البوسنة في حزيران يونيو 1995. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي في الأممالمتحدة ان الحكومة العراقية "تنتهج سياسة يمكن وصفها بأنها مقاومة كاملة". وأعربت الصين عن قلقها من التصعيد العسكري في الأجواء العراقية وطالبت باجراءات تتضمن قراراً لمجلس الأمن لتفادي تدهور الوضع في العراق مجدداً. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان بكين "قلقة جداً" لاطلاق النار الأميركي فوق شمال العراق وانها "شددت باستمرار على ضرورة احترام وحدة الأراضي العراقية" برفضها اقامة منطقتي الحظر الجوي. وشدد على ضرورة "ايجاد حل عادل للمشاكل التي أفرزتها حرب الخليج، وان يتبنى مجلس الأمن قراراً لإحلال السلام في المنطقة".