وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، تصويت المجلس الوطني العراقي الأخير الداعي إلى وقف الاعتراف بالقرارات الدولية، بأنه "يشكل تحدياً رئيسياً لمجلس الأمن وللأمم المتحدة". ولمح إلى احتمالات تملص مجلس قيادة الثورة من قرار البرلمان، مذكراً بأن مجلس الثورة "لم يتبن دائماً لما تبناه البرلمان". ودعا أنان إلى التمهل في "تقويم ما يحدث حقاً" في العراق في خضم مختلف الأصوات والضجيج الآتي من العراق. وقال: "اعتقد ان علينا الانتظار والتمهل في تقويمنا ما يحدث حقاً بما في ذلك التهديدات ضد الكويت والسعودية". وكان أنان يرد على أسئلة الصحافة لدى دخوله مقر الأممالمتحدة أمس الاثنين. وأكد مجدداً أنه لا يمتلك أية أدلة على علاقات مشبوهة بين الولاياتالمتحدة واللجنة الخاصة المكلفة ازالة الأسلحة العراقية المحظورة أونسكوم. وقال: "هذا قطعاً غير صحيح"، لدى رده على سؤال عن الأدلة. وكان لافتاً تركيز أنان على مستقبل امتثال العراق للقرارات وعلى استقرار المنطقة وليس على "أونسكوم" أو رئيسها التنفيذي ريتشارد بتلر. وقال: "لا اعتقد أن المسألة هي مسألة بتلر ولا اعتقد أنها مسألة أونسكوم". وتابع قائلاً: "في الظروف الحالية نتعاطى مع مسائل أكبر تتعلق بامتثال العراق وباستقرار المنطقة يجب ان نركز عليها". وزاد: "ليست لديّ أية أدلة" عن علاقة التجسس المزعومة بين أونسكوم والولاياتالمتحدة، و"اني اعتقد بأن تصريح السيد بتلر كان صادقاً، والولاياتالمتحدة نفسها قالت إنها أعطته الدعم الضروري لعمله". وأشار أنان إلى أن اعضاء مجلس الأمن بدأوا المحادثات بشأن التطورات في العراق، وقال إنه ينوي التشاور معهم "واعتقد ان على اعضاء المجلس ان يبحثوا في ما بينهم ليقرروا أي طريق سيسلكون، وهذا في رأيي سيستغرق بعض الأيام". الى ذلك، رويترز قال وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس ان اي خطوة من جانب العراق للرجوع عن الاعتراف بالكويت ستكون بمثابة "انتهاك فاضح" لقرارات مجلس الأمن وستجلب على الرئيس العراقي صدام حسين وابلاً من الانتقادات. وقال كوهين للصحافيين المرافقين له في طائرة تقله من واشنطن الى اليابان في بداية جولة آسيوية "نحن نرقب الموقف عن كثب". وكرر وزير الدفاع الاميركي تهديدات واشنطن واستعدادها للتحرك عسكرياً ضد بغداد اذا هددت الكويت او اي دولة عربية مجاورة او اذا هددت شعبها. ووافق المجلس الوطني العراقي الاحد على قرار ينص على اجراء دراسة مستفيضة لكل القرارات التي اصدرتها الأممالمتحدة بشأن العراق عقب حرب الخليج عام 1991. لكن قرار البرلمان العراقي لم يصل الى حد استجابة مطالبة بعض اعضاء المجلس بسحب الاعتراف بالكويت. وسئل كوهين عما يمكن ان يحدث اذا سحبت بغداد اعترافها بجارتها الجنوبية فقال "سيشكل ذلك انتهاكات لقرارات مجلس الأمن القائمة". ولم يحدد كوهين اي دولة بالاسم لكنه صرح بأن مثل هذه الخطوة من جانب العراق يمكن ان تعرضه لانتقادات من جانب دول تؤيده في مجلس الأمن مثل روسيا والصين وفرنسا. وأضاف قائلاً: "اعتقد ان اعضاء مجلس الأمن الذين سكتوا على صدام حسين في ما يتعلق بتصرفاته العدوانية سيقفون موقفاً جاداً بشأن اي تصرف قد يقدم عليه بخلاف الاقوال". وأضاف: "نراقب الموقف عن كثب. قلنا انه اذا شكل خطراً او تحرك ضد الكويت او المملكة العربية السعودية او ضد الاكراد في الشمال سنكون مستعدين للرد". وحضر وزير الدفاع الاميركي اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي للرئيس بيل كلينتون بشأن العراق عقد في كامب ديفيد قرب واشنطن السبت الماضي. وقال كوهين للصحافيين ان الاجتماع عرض التطورات الاخيرة في العراق. وشنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا غارات جوية على العراق الشهر الماضي استمرت من 16 وحتى 19 كانون الأول ديسمبر. ورفض كوهين أن يكشف عن مدى استعداد لندنوواشنطن لاستئناف الغارات على العراق بعد انتهاء شهر رمضان، وقال: "لا اريد التكهن بما يمكن ان نفعله في المستقبل. نحن مستعدون للتحرك من جديد. هذه هي السياسة القائمة. سنتخذ كل التدابير الضرورية لحماية قواتنا. سنستمر في سياسة احتوائه صدام ما دمنا نرى انه يهدد جيرانه بأي شكل من الاشكال".