فريتاون - أ ف ب، رويترز - شوهدت حرائق عدة في أحياء مختلفة من شرق فريتاون حسبما افاد أمس الاثنين مسافرون على متن مروحية تؤمن الرحلات بين عاصمة سييراليون والمطار الدولي في لونجي. وقالت مصادر عسكرية طلبت عدم كشف هويتها، ان المتمردين ربما يكونون أضرموا هذه الحرائق. وتحدثت المصادر ذاتها عن "تقدم اكيد" في الهجوم الذي تشنه قوات غرب افريقيا ايكوموغ ضد المتمردين الذين استولوا على فريتاون فجر الاربعاء الماضي. وأعلن القائد الاعلى لقوة "ايكوموغ" الجنرال تيموثي شيلبيدي ان قواته تقوم بطرد المتمردين وتحاربهم حاليا في شرق فريتاون بعدما اخرجتهم من وسط البلاد. واضاف ان وحداته "نظفت منطقة المرفأ والرئاسة في وسط فريتاون" من اي وجود للمتمردين وهي تقوم بطردهم في اتجاه شرق المدينة. وافاد سكان العاصمة انها "لم تشهد مثل هذه الحرائق حتى أثناء اسوأ المعارك في 1997 و1998" بعد الانقلاب العسكري في 25 ايار مايو 1997 وتدخلات "ايكوموغ" التي أدت الى طرد المتمردين وحلفائهم في شباط فبراير 1998. وافاد شهود ان حرائق كثيفة اندلعت جهة المستودعات في كيسي قرب المرفأ. وقال مسؤول في "ايكوموغ" انها تعمل على تطهير العاصمة من مجموعات صغيرة من المتمردين والقناصة وانها لا تزال بحاجة الى ايام عدة لتصبح المدينة آمنة. واكد الكولونيل سام تيللا الناطق باسم وزارة الدفاع النيجيرية في لاغوس انه لن تكون هناك "جبهة ثورية موحدة" التي تقاتل السلطات منذ 1991 أو ثوار في فريتاون في الايام المقبلة. واضاف: "نحن واثقون جدا في ما يتعلق بالوضع في فريتاون"، مؤكدا ان نيجيريا، التي تساهم بأكبر عدد من الجنود في قوة غرب افريقيا، أرسلت تعزيزات الى العاصمة في نهاية الاسبوع الماضي من دون تحديد عددهم. وتمكن الصحافيون الاجانب القلائل الذين استطاعوا الوصول الى بعض أحياء فريتاون من مشاهدة أكثر من عشر جثث قرب وسط المدينة، وبينها جثة رجل أبيض ممددة على الرمل في الطرف الغربي للمدينة، القطاع الذي لم يتعرض مطلقاً لتهديد المتمردين. وتسري شائعات بأن جثة هذا الابيض تعود الى مرتزق اوكراني يقاتل الى جانب المتمردين. من جهة اخرى، أعلن السفير الايطالي في سييراليون لويجي كوستا سانسيفيرينو دي بيسنيانو امس ان المتمردين خطفوا مبشرين ايطاليين لكنه لم يحدد تاريخ عملية الخطف. وكان مصور تلفزيوني اميركي يعمل لحساب وكالة "اسوشيتدبرس"، قتل رمياً بالرصاص الاحد في وسط فريتاون، كما أصيب الصحافي الكندي ايان ستيورات مدير مكتب "اسوشيتدبرس" في ابيدجان بجروح بالغة في الحادثة نفسها. ووصل وزيرا خارجية ساحل العاج امارا ايسي وتوغو جوزف كوفيغوه الى فريتاون امس، وصرحا لدى وصولهما الى مطار لونجي الدولي: "جئنا الى هنا لمحاولة وضع حد لهذه الحرب". واجتمع الوزيران في بداية الامر مع الرئيس احمد تيجان كباح كما كانا يأملان في لقاء فوداي سنكوح الزعيم التاريخي للمتمردين، المعتقل حالياً. وافادت مصادر ديبلوماسية افريقية غربية في المنطقة ان الوزيرين قد يحاولان العمل من أجل ترحيل سنكوح خارج سييراليون بهدف اجراء مفاوضات "على ارض محايدة" بين المتمردين والحكومة.