فريتاون - رويترز، أ ف ب - بسطت قوات حفظ السلام الافريقية ايكوموغ سيطرتها على مزيد من المناطق في فريتاون، فيما علم ان الرئيس المنتخب أحمد تيجان كباح لن يعود فوراً الى العاصمة. اما رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة الكومندان جوني بول كوروما فينتظر ان يصل الى غينيا لطلب اللجوء السياسي في السفارة اللبنانية. وأفاد مصدر موثوق به أمس السبت في كوناكري ان 15 من المسؤولين في النظام العسكري السييراليوني الذين هربوا الى خارج البلاد، وبينهم عشرة وزراء اعتقلوا في غينيا قرب الحدود مع سييراليون. وأوضح المصدر ان هؤلاء اعتقلوا الخميس في غابات في منطقة فوريكاريه التي تقع قرب الحدود مع سييراليون على بعد مئة كيلومتر جنوب كوناكري. والمعتقلون هم عشرة وزراء وخمسة من كبار المسؤولين في ال نظام العسكري، كانوا يحاولون "التسلل" الى غينيا. من جهة اخرى، قال مصدر مطلع في كوناكري ان اجهزة الأمن الغينية تلقت الجمعة معلومات عن "قرب وصول" الكومندان جوني بول كوروما الى العاصمة الغينية لطلب اللجوء السياسي في السفارة اللبنانية في البلاد. وشوهد رجال شرطة يحيطون بمبنى السفارة ليلة الجمعة - السبت. وعلم ان أحمد تيجان كباح رئيس سييراليون المنتخب الذي لجأ الى غينيا بعدما اطاحته المجموعة العسكرية في أيار مايو العام الماضي، ما زال في مقر اقامته في كوناكري. لكن لم يكن بالامكان الاتصال به. وكان كباح انتخب ديموقراطياً في 17 آذار مارس 1996 واسقطه في 25 أيار مايو العام التالي ضباط شبان بينهم كوروما الذي اخرجه رفاقه الانقلابيون من السجن. وأخرج كباح الى غينيا بحماية الكتيبة النيجيرية في قوة السلام لدول غرب افريقيا، التي سيطرت على فريتاون أول من أمس. ووجهت الحكومة الشرعية السييراليونية التي اجتمعت في كوناكري برئاسة كباح أول من أمس، نداء الى تقديم مساعدة دولية لمكافحة الجوع الذي قد تشهده البلاد بعد "النهب" الذي تعرضت له طوال الأشهر التسعة التي حكم فيها العسكريون البلاد. وطلبت الحكومة من الأجانب العودة الى البلاد "لكي نعمل معاً على انهاض" اقتصاد سيراليون. وقال شهود ان وسط فريتاون كان هادئاً نسبياً الجمعة بعدما دوت أصوات طلقات النار بشكل مكثف في أعقاب دخول قوة حفظ السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكوموغ" التي حاصرت المدينة أسبوعاً. وكان يمكن سماع أصوات أطلاق نار بشكل متقطع في المناطق الشرقية مع مطاردة قوات ايكوموغ جنود المجلس العسكري الحاكم وحلفائهم السابقين من الثوار. وظهر بعض الأمل لما يقدر بنحو 500 الف مدني يتضورون جوعاً بسبب القتال. وأعلن برنامج الغذاء العالمي انه يقوم بشحن 580 طناً من الطعام على ظهر سفينة في ليبيريا من المتوقع ان تصل الى فريتاون الأربعاء. وأعطت نيجيريا موافقتها الضمنية على المضي قدماً في شحنات الاغاثة الى سييراليون بعدما أدى حظر اقليمي الى وقف مثل هذه المساعدات. وصرح توم ايكيمي وزير خارجية نيجيريا انه تمت اطاحة المجلس الحاكم بأقل ما يمكن من خسائر. وقال: "الآن بعدما أصبحت ايكوموغ تسيطر على معظم أنحاء البلاد ندعو اصدقاء سييراليون الى المساعدة في المهمة العاجلة المتعلقة بايصال مساعدات الاغاثة الانسانية الى شعب سييراليون". ولم يظهر رد فعل رسمي يذكر في غرب افريقيا على نجاح هذه الخطوة الاقليمية التي لم يسبق لها مثيل لاعادة حكومة سييراليون المنتخبة. ولكن خارج المنطقة أشاد روبرت موغابي رئيس زيمبابوي رئيس منظمة الوحدة الافريقية بهذه الخطوة. وقال ان منظمة الوحدة ستضمن عودة الرئيس المنتخب أحمد تيجان كباح الذي يعيش في غينيا الى السلطة. وأضاف انه يأمل ان تأخذ حكومة نيجيريا العسكرية بقيادة الجنرال ساني اباتشا عظة من الأحداث في سييراليون.