سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الرابطة المارونية: الرأي العام المسيحي يسألنا ماذا فعلنا له في الطائف . بيار حلو ينتقد الحكومة والمعارضة الخارجية ويرى ان الواقعية في الاعتراف بالوجود السوري
بيار حلو الذي اشترط لتولي الحكومة الانتقالية عام 1988 ولترؤس الجمهورية بعد اغتيال الرئيس رينيه معوض عام 1989 إجماعاً مسيحياً عليه ليقبل ان يكون رئيساً للجمهورية ليعلن انه عاد وزهد بالموقع، يقول اليوم انه ليس مرشحاً. لكنه من جهة اخرى يرفض الخوض في أجوبة عن اسئلة تتعلق بمواصفات الرئيس المقبل. إنه شرطه الوحيد لقبول إجراء الحديث معه. وتفسير هذا الإصرار، بما ان التفسيرات في موسم الانتخابات الرئاسية في لبنان ضرورية، لا يبرئه من طموحٍ ضمني الى ان يكون مرشحاً، خصوصاً ان القاعدة التي يتحدث عنها اللبنانيون في هذا الموسم هي ان كل ماروني مرشح. وبيار حلو النائب اللبناني في دورة 1972، والفائز بانتخابات العام 1992 على اللائحة الجنبلاطية، والخاسر في دورة العام 1996، ثم الفائز في انتخابات رئاسة الرابطة المارونية، والذي تحوّل بعد خسارته النيابية معارضاً لرئيس الحكومة رفيق الحريري ولخطة الوزير وليد جنبلاط في وزارة المهجرين، يتوسل في خطابه "واقعية" مسيحية كما يسميها يرغب في ان تسود وتتخلل مواقف القوى المسيحية في علاقتها مع سورية ومع الوجود السوري في لبنان. وهنا بيت القصيد الذي يمكن ان تدور عليه اسئلة توجه لمن يُشتم انه مرشح الى رئاسة الجمهورية في لبنان، خصوصاً ان سورية هي الناخب الأكبر ان لم تكن الوحيد وانه رئيس رابطة سياسية لطائفة بينها وبين السوريين سوء تفاهم يبدأ بموقع لبنان ودوره في محيطه ولا ينتهي عند الوجود العسكري والأمني السوري في لبنان. قبل أشهر قام حلو بحركةٍ في اتجاه سورية عبر اجتماعه مع نجل الرئيس السوري حافظ الأسد الدكتور بشار الأسد، ربطها المراقبون في لبنان باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وذهب بعدها مباشرة الى بكركي ومن هناك أطلق تصريحات عن فحوى الاجتماع ومعناه. "الحياة" التقت رئيس الرابطة المارونية بيار حلو وسألته عن مواضيع مطروحة على العهد المقبل، وبعد رفضه الحديث عن الاستحقاق الرئاسي: ما هي أسباب فشل تجربة الإصلاح الإداري؟ - الخطأ الأصلي في حكومات الرئيس الحريري، كان الإصلاح الإداري، لان الحكومات التي تعاطت مع هذا الموضوع كثيرة، لكن قليلاً منها أخطأ هذا الخطأ. فما حدث ان عينة من 500 إسم من الموظفين أخذت بما يشبه القرعة، وقالوا عنهم انهم المسؤولون عن كل مصائب الإدارة اللبنانية. قد يكون هؤلاء الخمسمئة موظف مسؤولين عن اخطاء كبرى، لكن الدولة حكمت عليهم من دون برهان، لانها لا تملك أي ملف للموظفين. وبعد طردهم، حصل ان حكم لهم مجلس شورى الدولة بالعودة الى ملاك الادارة. اعتقد اننا تعاطينا مع هذا الامر بخفة، ولا ننسى ايضاً ان الموظف هو صورة عن الحاكم. وأنت لا تستطيع ان تطلب من موظف ان يخاف القانون، فيما حكّامه ومسؤولوه لا يفعلون ذلك. هل تعتقد ان تركيبة ما بعد الطائف ناضجة لإجراء تعديلات دستورية تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية؟ - هناك خلل ما في هذا الدستور والبرهان هذا التشابك في الصلاحيات بين الرؤساء الثلاثة، وبين الرؤساء والوزراء. لا أعرف أين هو هذا الخلل تحديداً. ويتطلب الامر إعادة درس. كل هذه الدولة تقوم عليها علامات استفهام. فصلاحيات مجلس الانماء والاعمار أين تبدأ وأين تنتهي؟ كذلك أي وزير من وزراء الخدمات؟ يجب ان يكون هناك رئيس جمهورية، لا ثلاثة رؤساء. ليس الامر تقليلاً من أهمية رئيسي المجلس النيابي والحكومة، لكن ممثل الدولة رئيس الجمهورية لا الرؤساء الثلاثة. وهناك أمر آخر ايضاً يتعلق بشخصية رئيس الجمهورية التي تفرض نوعاً من العلاقات. وهذا أمر يتعلق بالرؤساء الآخرين ايضاً. فتعاطي الرئيس الحريري مع الدولة مختلف عن تعاطي أي رئيس حكومة ثان. العلاقات الخارجية التي انشأها الرئيس الحريري طرحت تساؤلات هل لديه حق، حتى لو كان يسافر على حسابه كما يقول، ان يباشر مفاوضات أو يعقد اجتماعات في الخارج من دون معرفة وزير الخارجية، أو اشراكه؟ لا شك في ان شخصية الرئيس تفرض ايقاعها. متى تتوقع إنجاز قانون الانتخابات؟ وأي دائرة ترى انها الأفضل؟ - بالنسبة الى قانون الانتخاب وجهة نظرنا واضحة جداً. نفضّل الدائرة الصغرى، في غياب الاحزاب. فالدائرة الواحدة تتطلب احزاباً جدية ليست كأحزاب اليوم الطائفية. قد نقبل بالمحافظة دائرة ولكن بشرط ان تعمّ كل المناطق، لأن التعامل اليوم مع المسيحي وكأنه خسر الحرب، وهنا نضع الاصبع على الجرح. ذهبنا الى الطائف، وأنا من الذين وافقوا عليه، وأفتخر بذلك. يومها كان ثلثا الرأي العام المسيحي ضد المشاركين فيه، واليوم عندما يحاسبنا هذا الرأي العام يسألنا: ماذا قدمتم إلينا من خلال الطائف؟ والجواب انه القليل القليل. ويسألني اليوم هذا المسيحي، انك وعدتني بوفاق وطني ومصالحة وطنية فأين هما؟ ووعدتني بعودة المهجرين فأين أصبحت؟ ثم عدت ورميتني بقانون انتخاب غير عادل. قبلت ان تكون المحافظة دائرة ولكن ان ينسحب الامر على الجميع. شجعوا المواطن المسيحي على مقاطعة الانتخابات. وانا تشكل لدي اقتناع بان قانون الانتخابات غير السليم الذي أجريت على أساسه هذه الانتخابات كان يهدف الى إجبار المسيحيين على مقاطعتها، حتى يصبحوا خارج التركيبة على كل الصعد. وهذا ما أشعره أنا شخصياً. في الانتخابات النيابية من يختار نواب الجنوب المسيحيين هو نبيه بري، وهو من يفرض عليهم مواقفهم السياسية والا سقطوا في الدورة المقبلة. وكذلك في بيروت يفعل الحريري. وفي الشمال غالبية سنية تملي على المسيحيين مواقفهم. وفي البقاع "حزب الله". فلم يبقَ الا جبل لبنان، فقسّموه دوائر عدة لإضعاف المسيحيين. انحسر الحديث الاسرائىلي عن تطبيق القرار الدولي الرقم 425 مشروطاً بترتيبات أمنية، فهل تتوقع عودة الى هذا الكلام؟ - ليس لدي أي فكرة عما تريد اسرائيل، وهذا أمر صعب جداً. أعرف أنا ماذا أريد. أنا المسيحي الدي سبق ان شرحت لك أين يكمن ألمي. اعتبر ان علينا جمع الرأي العام اللبناني والمسيحي، خصوصاً على فكرة ان المفاوضات مع اسرائيل لا تؤدي الى أي شيء، لان ليس لدي أدنى ثقة بها. أنا لن أفاوض. أنا جربت المفاوضات مرة عام 1983 وتهجّرت بعدها من الجبل وما زلت أدفع الثمن الى اليوم. ولنا تجربة ثانية مع اسرائيل، وهي مؤتمر مدريد، حيث كان هناك أربعة أطراف اصبحوا اليوم اثنين. على الرأي العام المسيحي ان يفهم ان ليس لدينا أي مصلحة مع اسرائيل. واعتقد ان الغالبية الساحقة تفهم هذا الوضع. تريد ان تنسحب فأهلاً وسهلاً، كيف عطّلوا 17 ايار؟ قالوا بتطبيقه حين ينسحب السوري، كيف أتمكن من ان أضمن ذلك. وغداً ماذا يضمن الا يشترطوا في موضوع الترتيبات الامنية أموراً مشابهة. هناك ترتيبات دولية نوافق عليها مع انسحاب غير مشروط. هناك من يعتقد ان الظروف الداخلية باتت تتيح إمكان انسحاب الجيش السوري من لبنان، فما هو رأيك؟ - هناك ظروف اقليمية تقضي الا يحصل انسحاب سوري، قبل ان يحصل انسحاب اسرائيلي. وأنا أتمنى انسحاباً كاملاً. ولكن أنا لست قاطناً في "لا هوت ميزون" حيث العماد ميشال عون ولا في "الكوين إليزابيت" حيث العميد ريمون اده. أنا في بيروت، وأعرف ان لا انسحاب سورياً قبل ان تتضح الصورة. لكن هناك قوى مسيحية ما زالت تطرح موضوع السيادة؟ - الى اليوم هناك جيش أميركي في ألمانيا. ليس من دولة مستقلة عن الاخرى بالمعنى الذي يطرحه البعض. هذا هو الواقع، تريد ان تعيش في لبنان، يجب ان تأخذ في الاعتبار الواقع الراهن. أنا اليوم أقول: أنا أمشي معكم مئة في المئة. أنا مع سورية مئة في المئة وضد اسرائيل مئة في المئة، ولكن لا تعاملوني مثل المهزوم. هل ترى ضرورة اعادة مدّ جسور مع المعارضة المسيحية في الخارج؟ - حاولت أكثر من مرة، لكن الجميع يخطىء اليوم. العميد اده يطالب بالتمديد، ويقول انه زعيم المسيحيين، ويطالب بالتمديد. وهذا غير مقبول مسيحياً، هو يقيم بعيداً جداً عن مشاعر المسيحين. هناك ربط بين لقائك الدكتور بشار الاسد والاستحقاق الرئاسي؟ - أمام ما حصل على الساحة اللبنانية، طرح مفكرون مسيحيون ما يمكن فعله لتصحيح الوضع الذي نعيشه والخلل في التمثيل المسيحي. وبعد اجتماعات عدة وجدنا ان من الأفضل إنعاش الرابطة المارونية. في هذا الوقت كان الدكتور بشار الاسد أنهى دورة أركان وبعدها أراد البحث في الملفات السياسية، ولا شك في ان الملف اللبناني من أهمها. وأراد الاطلاع على قضايا تتعلق بالمسيحيين، وطلب وحدد مقابلة، فوجدنا ان من المناسب الاجتماع معه، وسألنا هو خلاله ان نشرح له ماذا نفعل في الرابطة المارونية، وما هي نشاطاتها، فقمنا بذلك خلال ثلاث ساعات و35 دقيقة. في رأيك هل هناك سوء تفاهم بين سورية والمسيحيين في لبنان؟ - ليس هناك أدنى شك في ان الوضع يتطلب تحسين الوضع الذي هو غير ممتاز. لكنه على تحسّن. ومع ان الدولة لا تعطي المسيحيين حقهم فان علاقتهم مع سورية تتحسّن.