غريبة فعلاً حكاية علي مروي نجم منتخب الكويت لكرة القدم... فهو من أخطر المهاجمين العرب منذ سنوات عدة، وبلغ قمة عطائه عندما سجل لفريقه السالمية 29 هدفاً في الدوري الكويتي للموسم 97 - 98، وقد تسلم الأحد الماضي في الدوحة على هامش كأس العرب السابعة جائزة "الكرة الذهبية" السنوية التي تمنحها مجلة "الوطن الرياضي اللبنانية"... ومع ذلك، فإنه احتياطي في المنتخب منذ نحو سنتين بعدما كان دائماً في مقدم اللاعبين الأساسيين. وكان مروي في أمسّ الحاجة الى ذلك التتويج حتى يتخطى مرحلة إلاحباط التي يمر بها. كاظمة والقادسية والسالمية ومروي 70،1م من مواليد 14 تشرين الأول 1969، أحب كاظمة "لأن كاظمة كان في القمة عندما كنت في الخامسة عشرة بوجود يوسف سويد وحمود فليطح وناصر الغانم... اختبرني المدرب دعيج خليفة وطلب إشراكي في مركز الظهير فرفضت لأنني كنت ألعب مهاجماً في فريق المدرسة... وكانت لي تجربة مماثلة في القادسية مع مدرب يوغوسلافي بعد شهر واحد، فتوجهت الى السالمية ووافق المشرفان على فريق الناشئين مجدي سالم وابراهيم موسى على تجربتي في خط الهجوم. وفي تجربتي الأولى شاركت ضمن الفريق الأساسي الذي هزم الفريق الإحتياطي بثمانية أهداف كان نصيبي منها ستة. وكان ذلك العام 1984". ويتابع مروي قصته مع الكرة: "لعبت ضمن منتخب الكويت للناشئين في العام ذاته وانضممت الى الفريق الأول في السالمية العام 1987 وخضت مباراتي الأولى معه بقيادة الإنكليزي ارمسترونغ وكانت ضد اليرموك وصنعت هدف الفوز لفيصل العصفور... مباراتي الدولية الرسمية الأولى كانت العام 1988 ضد الإمارات ضمن تصفيات كأس العالم بقيادة المدرب البرازيلي ميغيل، وضمت المجموعة أيضاً باكستان وسجلت هدفين في 4 مباريات. أما مباراتي الأولى غير الرسمية فكانت في العام ذاته عندما فزنا على الاردن بهدف لوليد البريكي ضمن مسابقة كأس العرب الخامسة". تجربتي مع الأهلي جدة ويعتبر مروي اللاعب الكويتي الوحيد الذي احترف في الخارج: "كان الأهلي جدة في حاجة الى مهاجم، فاتصل بي الأمير نواف بن عبدالعزيز بن تركي عن طريق عبدالرحمن الغانم... حصلت على موافقة رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح وموافقة رئيس نادي السالمية الشيخ خالد اليوسف الصباح من دون قيد أو شرط... شاركت في مهرجان مدافع الأهلي الدولي المعروف محمد عبدالجواد ضد منتخب نيجيريا عندما أراد المسؤولون في النادي تقديمي الى الجمهور العام 1995، وخسرنا اللقاء 1-2 وسجلت هدف الأهلي. ومع الأهلي لعبت المباراة الأخيرة في دور الذهاب عندما فزنا على الإتفاق بهدف، والنصف الثاني من الموسم مع مجموعة مميزة ضمت خالد مسعد وحمزة صالح ومحمد شلية وعبدالله سليمان. بقيت مع الفريق 4 أشهر في مقابل 300 ألف دولار تقاسمتها مع السالمية. كان يدرب الأهلي الالماني بيتر شتوب لكن النتائج تدهورت عندما عين مدرب اللياقة البرازيلي مدرباً أساسياً". أملي في باير ليفركوزن وربما تسنح لمروي فرصة ثانية للإحتراف "بعد تسجيلي 29 هدفاً في الدوري الكويتي الأخير وتتويجي أفضل هداف عربي إتصل بي وسيط تونسي للإنضمام الى باير ليفركوزن الألماني ثم تأجلت المفاوضات لوجودي في الدوحة وآمل أن تكلل بالنجاح... لم أتسلم أي عرض رسمي، ولا السالمية ولا علم عندي عن قيمة العقد... لا شك في أن التأقلم في الخارج صعب خصوصاً في أوروبا لكن العائق غير موجود عندي... يقال ان تجربة الإحتراف في الخارج صعبة على اللاعب الخليجي، لكن الأمر يتوقف على اللاعب نفسه". ويعترف مروي: "الإحتراف في بلادنا صعب لأن مقوماته غير موجودة عملياً وإذا ما طبق فسيكون إحترافاً جزئياً... أنا أعمل مدرساً للتربية الرياضية لكنني شبه متفرغ للعبة وأسعى بكل تأكيد لتأمين مستقبلي عن طريق العلاقات التي بنيتها حتى اليوم وليس من اللعبة ذاتها، وبكل تأكيد سأعتزل اللعب دولياً قبل أن أعتزل اللعب مع السالمية". حكايتي مع ماتشالا وإذا كان مروي سعيداً في السالمية لأن شهيته في إحراز الأهداف مفتوحة والى جانبه يلعب المهاجمان الدوليان جاسم الهويدي وبشار عبدالله، فإنه غير سعيد أبداً في المنتخب وهو الذي خاض حتى اليوم بين 65 و70 مباراة دولية سجل فيها أكثر من 35 هدفاً. ويوضح مروي: "بعد كأس الخليج في مسقط العام 1996 أبعدني المدرب الحالي ميلان ماتشالا ثم طلبني بعد أسبوع فتدربت وأشاد بي... ومع ذلك منح غيري الفرصة وبقيت احتياطياً مع أنني كنت دائماً من أكثر اللاعبين إجتهاداً ومواظبة على التدريب... لا شك في أن لكل مدرب إستراتيجيته بيد أن تصرفات هذا المدرب بحقي مقصودة، لن أشكو لرئيس الإتحاد لأنني مؤمن بعدم تداخل الصلاحيات، وهذا هو سبب الإحباط النفسي الذي أمر به، وقد جاءت جائزة "الكرة الذهبية" لترد لي معنوياتي... لقد جرب مدربا السالمية العصفور وبيفيرنيك اللعب بثلاثة مهاجمين ونجحت الطريقة لكن ماتشالا لا يهوى هذه الطريقة. هو حر في استراتيجيته، لكنه اختبر أكثر من لاعب في الهجوم في الفترة الأخيرة، ولم يحتكر بشار والهويدي هذا الخط، من دون أن يمنحني المدرب الفرصة... وهنا أؤكد أنه لو لم ينجح بشار في مباراته ضد مصر في كأس العرب لبقي احتياطياً في صفوف المنتخب لفترة طويلة". كأس الخليج وعن بشار، يقول مروي: "إنه لاعبي المفضل ولطالما أخذت بيده... ولو كنت اتمتع بسرعته لما تمكن مدافع من إيقافي"... ويستطرد "مثلي الأعلى هو جاسم يعقوب، وجميع المدربين لهم فضل عليّ... الكويت دولة صغيرة لكن المواهب لا تنقصها لذا فإنها تنافس باستمرار على المسابقات الخليجية والعربية والآسيوية... نمتاز بالروح العالية وهذه طبيعتنا ككل... أثر غياب عبدالله وبران ومحمد البنيان ويوسف الدوخي على مستوى المنتخب قليلاً وعودتهم ستضاعف فرصتنا في الإحتفاظ بكأس الخليج بعد أسابيع في البحرين".