قدرت مصادر في صناعة الهواتف النقالة حجم السوق في منطقة الخليج بنحو 500 مليون دولار سنوياً وتوقعت ان ينمو هذا القطاع باكثر من 40 في المئة السنة المقبلة. وقالت "شهد هذا القطاع توسعاً كبيراً في الاعوام الاخيرة فاق معدل النمو في معظم الدول المتقدمة اذ تضاعف عدد مستخدمي الهواتف المتحركة جي.اس.ام في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو ثلاث مرات في الاعوام الثلاثة الماضية". واظهر احصاء لشركة "موتورولا" الاميركية ان عدد المشتركين في خدمة "جي.اس.ام." في دول المجلس الست بلغ نحو 1.445 مليون مشترك مقابل اقل من 500 ألف مشترك عام 1996. وقال مدير قسم الاجهزة النقالة لمنطقة الشرق الاوسط في "موتورولا" بشار نجداوي ان نسبة النمو في هذا القطاع في دول المجلس فاقت النسب المسجلة في عدد من الدول الاوروبية في الاعوام الاخيرة. وذكر ل "الحياة" ان معدل النمو سيبقى مرتفعاً في السنوات المقبلة بسبب الاستثمارات الحكومية الضخمة في مشاريع توسعة شبكات الارسال. وقال: "يوسع معظم دول المنطقة الشبكات لمواجهة النمو السريع في الطلب واعتقد انه على رغم ضخامة الاستثمارات، تحقق هذه الدول ارباحاً كبيرة من عائدات تقديم الخدمة المتصلة بالهواتف المتحركة". واشارت احصاءات في صناعة الهواتف النقالة في دول المجلس الى ان النمو في عدد المشتركين شمل جميع الاعضاء ويتوقع ان تكون نسب النمو متفاوتة سنة 1999 اذ ستكون اكبر في المملكة العربية السعودية والامارات. وحسب الاحصاءات، وصل عدد المشتركين في خدمة "جي.اس.ام." في السعودية الى نحو 532 ألف مشترك في حين بلغ 485 ألفاً في الامارات ونحو 181 ألفاً في الكويت و 96 ألفاً في البحرين و91 ألفاً في عُمان و60 ألفاً في قطر. وعلى رغم دخول مصنعي الهواتف النقالة الجدد الى سوق الخليج ونمو حصة الشركات المنتجة الاخرى، لا تزال الشركات المصنعة الرئيسية المعروفة باسم "العمالقة الثلاث" وهي "موتورولا" و"نوكيا" و"اريكسون" تهيمن على السوق اذ تُقدر حصتها بنحو 90 في المئة من اجمالي المبيعات. وقدرت مصادر هذه الصناعة حجم سوق الهواتف النقالة في مجلس التعاون الخليجي بنحو 500 مليون دولار سنوياً في حين بلغت الاستثمارات الحكومية في مشاريع التوسعة وانشاء محطات ارسال وتقوية جديدة اكثر من بليون دولار. وقال خبراء في هذا المجال ان هناك عوامل عدة للنمو المتواصل في قطاع الهواتف الخليوية في المجلس تشمل ارتفاع الدخل الفردي وانخفاض اسعار اجهزة الهواتف النقالة والخفوضات التي تعلنها الحكومات على اسعار المكالمات من وقت الى آخر، والتسهيلات التي تقدمها الشركات ومحلات بيع الهواتف والنمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي اضافة الى اسباب اجتماعية وثقافية. وقال تاجر الهواتف النقالة في ابو ظبي محمد المسعود: "ان العامل الاجتماعي والثقافي يلعب دوراً مهماً في انتشار تلك الهواتف في المنطقة". واضاف: "نحن لا نزال نعطي اهتماماً كبيراً للمظهر ما يدفع الناس الى اقتناء الهاتف النقال على رغم عدم حاجتهم الفعلية اليه... وهناك بعض منهم يغير جهازه مرات عدة في فترة قصيرة اما كهواية او للمفاخرة".