سيصبح بامكان مستخدمي الهواتف النقالة في بريطانيا قريباً استعمال اجهزتهم تحت الارض وتدرس "بريتيش تليكوم" مشروعاً بانشاء محطات ارسال لهذه الهواتف تغطي شبكة "قطارات الانفاق" في العاصمة البريطانية. ويتزامن المشروع، الذي قد تزيد تكاليفه على 500 مليون جنيه 800 مليون دولار، مع نمو سريع في عدد المشتركين في الهواتف الخليوية واشتداد المنافسة بين الشبكات المحلية وبين مصنعي الهواتف المتحركة لتوسيع حصتهم في سوق الاتصالات البريطانية. وقالت متحدثة باسم "شركة قطارات الانفاق" ان مشروع بناء شبكة ارسال للهواتف المتحركة تحت الارض قيد الدرس. وذكرت ل "الحياة" ان القرار النهائي للمشروع "يتوقف على الجدوى الاقتصادية والمسائل الفنية وعما اذا كانت اغلبية مستخدمي قطارات الانفاق توافق عليه". واضافت: "ان تلك الموافقة ضرورية للمشروع الذي قد يرى النور في غضون سنتين او ثلاث... وعلينا ان نأخذ في الاعتبار ما يريده مستخدم القطارات والا فاننا قد نخسر عدداً كبيراً من المسافرين ما سيؤثر على نشاطنا". وتُعتبر قطارات الانفاق في لندن من اهم وسائل المواصلات في العاصمة البريطانية اذ يستخدمها ملايين الاشخاص يومياً وتغطي مساحة تصل الى 660 ميلاً مربعاً1650 كلم مربع. ولا تعمل الهواتف النقالة حالياً في الانفاق بسبب عمقها وعدم وجود محطات وصل الخدمة الى الاعماق. وقالت المتحدثة باسم "شركة قطارات الانفاق" انه يجري حاليا بناء شبكة ارسال اذاعية لخدمة الانفاق التي بُنيت قبل نحو 100 عام وقد يتم توسيعها لتشمل هواتف "جي.اس.ام" في حال تمت الموافقة على المشروع. وتوقع مسؤول في احدى شبكات الهواتف الخليوية ان يتم تنفيذ المشروع خلال ثلاث سنوات على رغم المعارضة. وقال: "الهاتف النقال اصبح من ضروريات الحياة وتستخدمه غالبية كبيرة الآن... واعتقد ان ذلك يكفي لدفع المشروع الى الأمام وان كان سيلغي خاصية الهدوء والصمت اللذين تتميز بهما محطات قطارات الانفاق". واشار مسؤول آخر الى ان تكاليف المشروع قد تزيد على 500 مليون جنيه وستموله الشبكات الاربع العاملة في بريطانيا وهي "سيل نت" و "فودافون" و"ون تو ون" و"اورانج". ويشهد قطاع الهواتف النقالة في بريطانيا توسعاً سريعاً بسبب النمو الاقتصادي وانخفاض اسعار اجهزة الهواتف والمكالمات نتيجة المنافسة بين الشبكات لاجتذاب اكبر عدد من المشتركين والسباق المحموم بين منتجي الاجهزه لتوسيع حصتهم في السوق البريطانية. وتنعكس المنافسة بوضوح في التسهيلات المغرية التي تقدمها الشبكات بين وقت وآخر وتتضمن الاشتراك بأسعار زهيدة للاجهزة وحسومات كبيرة على اسعار المكالمات اضافة الى عروض تتضمن مكالمات واجهزة مجانية. وجاء في احصاء رسمي ان عدد المشتركين في شبكات الهواتف النقالة في بريطانيا وصل الى نحو 9.6 مليون مشترك في نهاية النصف الاول من السنة الجارية ويُتوقع خلال عشر سنوات ان يشترك في الخدمة اكثر من نصف سكان بريطانيا البالغ عددهم حوالى 55 مليون نسمة. وابرز الاحصاء النمو الحاد في هذا القطاع اذ بلغ عدد المشتركين الجدد العام الماضي حوالى 2.23 مليون مشترك اي ثلث اجمالي المشتركين. وتعتبر "فودافون" اكبر الشبكات من حيث عدد المشتركين الذي وصل الى 3.63 مليون مشترك في نهاية النصف الاول من السنة الجارية تليها "سيل نت" التي بلغ عدد مشتركيها 3.15 مليون مشترك. واشارت مصادر في صناعة الهواتف المتحركة الى ان الشركات المنتجة الرئيسية للهواتف التي يتم استخدامها في بريطانيا هي "موتورولا" الاميركية و "نوكيا" الفنلندية و"اريكسون" السويدية التى تسيطر على اكثر من 80 في المئة من سوق الهواتف الخليوية على رغم نمو حصة الصانعين الآخرين مثل "سيمنز" و "سوني" و "باناسونيك" و "الكاتيل" و "فيليبس" و "ميتسوبيشي".