مع دخول لبنان مهلة الشهرين الدستورية لانتخاب رئيس جديد، اطلق امس الوزير وليد جنبلاط مفاجأة بإعلان ترشحه، سائلاً "لماذا اصوّت لغيري، فهم المرشحون الآخرون ليسوا افضل مني"، وبتأكيد جنبلاط انه "لن ينجح"، يقول لمن يهمه الامر ان له كلمة في الاستحقاق الرئاسي يجب ان تسمع. ويأتي موقفه هذا وسط سيل من المواقف المتعلقة بالانتخابات ابرزها للسفير الاميركي في لبنان ديفيد ساذرفيلد الذي قال، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونائبه إيلي الفرزلي، ان هذه الانتخابات "ملك لبنان واللبنانيين وان الولاياتالمتحدة تدعم العملية الدستورية والمؤسسات الدستورية والديموقراطية فيه، وتتطلع الى دعم اكثر لها". ونفى تدخل بلاده في هذا الاستحقاق، وقال "حددت حكومتنا موقفها في وضوح". أما جنبلاط فسأل في حديث تنشره اليوم مجلة "ماغازين" اللبنانية الصادرة بالفرنسية، "رأينا هجمة يمينية رجعية من بعض الطوائف الكبرى على الزواج المدني، لكن ثمة قلة تبلغ ثلاثين في المئة تؤيد هذا الزواج، وأنا منها. فلماذا لا اكون من القلة التي ترشح نفسها الى الانتخابات". وأضاف انه مرشح، وسائلاً "لماذا لا يكون الرئيس درزياً او بروتستانتياً او أرمنياً او علوياً او من الاقليات المهمشة؟ سأجرب حظي مع علمي انني لن انجح". وعن تعديل المادة ال49 من الدستور، قال "لا ارى لماذا عليّ ان صوّت لغيري؟ ان كان تحت شعار التجديد للرئيس الياس الهراوي او تحت شعار انتخاب العماد درجة ثانية ولماذا علي ان انتخب؟ الانتخاب واجب علي عندما يكون هناك تكافؤ في الفرص، فوضعي السياسي والطائفي مهمش، اذاً لماذا اصوّت لغيري، فهم ليسوا افضل مني؟". وعن علاقته بالعماد لحود، قال ان "قائد الجيش يؤمن بنظرية ان الجيش لا يتعاطى في السياسة، وأنا كذلك اقول ان السياسة لا تتعاطى في العسكر، ولكن عملياً تبدو الامور في ظاهرها مختلفة عما هي في باطنها. فالعماد لحود هو الاقوى بدباباته". وعن مدى خوفه على موقعه في مرحلة الحكم المقبل، قال "مرّ علينا الاحتلال الاسرائيلي، ومرّ حكم الرئيس السابق أمين الجميل ولم نشعر مرة واحدة بالخوف، وعلامَ نخاف الآن؟ وما الذي سنخسره؟ هم مرتاحون الى المعطيات الاقليمية والدولية وانجازاتهم الضخمة ويعتقدون اننا "برغش"، ولكن لا بد لهذه "البرغشة" من ان تكبر وتصبح "زرقطة" قادرة على اللسع". رفيق الحريري، قال "التقينا في بلودان سورية واتفقنا على هدنة وعدم اطلاق النار في انتظار ان تحل المشكلات العالقة، وهي برأيي لن تحل في الوقت القريب، في انتظار ما يسمى العهد الجديد والمهدي المنتظر. فالبلاد كله مركب على عدم وجود معارضة، وهناك لعبة ديموقراطية غريبة عجيبة، فالمعارض يكون في الحكم، والمعارضة تهمش ولا تحترم، وحرية التعبير والمظاهرات ممنوعة، وحرية النقد ممنوعة. الاعلام مسيطر عليه، فالحريري يفكر في لبنان على اساس دائرة انتخابية واحدة اي على الناخب ان ينتظر 128 مرشحاً مع منع التشطيب، لكن نحن ننادي بالدائرة المصغرة". وشدد على عدم امكان تشكيل جبهة معارضة "لأن الظروف المحلية والاقليمية غير مؤاتية لذلك". ورأى ان "هناك حرباً على الطائفة الدرزية، اقتصادياً ووظيفياً على اساس ان الدروز استخدموا خلال الحرب ولا حاجة اليهم في السلم". ووصف علاقته بسورية ب"التاريخية، فمن قدم الينا الحماية خلال الحرب، حين كانت قوافل الذخيرة تأتي من المصنع الى حمانا؟ مع سورية واجهنا الاطلسي والانعزالي والجيش اللبناني. ولسورية معطيات لا تستطيع ان تقوم بمعركة من اجل وليد جنبلاط، وهي تحميني ولكن علي ان أحمي نفسي بنفسي". وعن استقالته من الحياة السياسية، قال "لن استقيل الا بالتابوت ولن يجبرني الا الموت على الاستقالة". وقال وزير الدفاع محسن دلول ان "البلاد ستشهد انتخابات ديموقراطية حرة وسينتج عنها رئيس جديد على مستوى المرحلة والتحديات" مشيراً الى ان "الذي استطاع بناء مؤسسات الجيش في نجاح واضح سيكون مؤهلاً لبناء دولة المؤسسات في لبنان في المرحلة المقبلة"، في تكرار دعمه للعماد لحود. ورأى النائب نجاح واكيم، في مؤتمر صحافي امس ان "اللبنانيين يتخذون موقف المتفرج التائه حيال هذا الاستحقاق وأمام لعبة انعدمت فيها القواعد وضاعت الاصول في الحياة السياسية لجهة عمل المؤسسات الدستورية التي تحولت هياكل جوفاء". ورجح اجراء انتخابات رئاسية معلناً تأييده لتعديل المادة ال49 من الدستور، لكنه اكد انه يعارض "تفصيل التشريع على مقاسات اشخاص"، موضحاً انه لم يحدد بعد موقفه من اي مرشح، رابطاً تأييده بحصوله على اجوبة شافية عن اسئلة عدة "تتعلق بمدى احترام الدستور والقوانين والحريات العامة واسترداد ما نهب وتفعيل القضاء لإجراء المحاسبة". واعتبر ان "ئيس الجمهورية الرجل الاقوى في الدولة وهو الحامي الاول للدستور". وأضاف ان "على اهمية هذا الاستحقاق وخطورته لا يجوز ان تحجب حقيقة الاوضاع الخطيرة التي تعيشها البلاد خصوصاً على الصعد المالي والاقتصادي والاجتماعي والقضائي" مشيراً الى ان "اخطر ما يعانيه لبنان اليوم حال انعدام ثقة المواطن بالدولة". وعن رأيه في العماد لحود، قال "ما اسمعه عنه، وأنا لا اعرفه شخصياً، انه نظيف. فهذا الامر جيد لكنه لا يكفي". وأيد النائب شاكر أبو سليمان، بعد زيارته بكركي، المواصفات التي طرحها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير لرئيس الجمهورية، مشيراً الى "انها مواصفات تنطبق على العماد لحود وغيره"، ولافتاً الى ان المادة ال49 "يجب ان تعدل اذا كانت هناك ضرورة لمجيء شخص تنطبق عليه المواصفات". ولاحظ ان "الموجة الشعبية والنيابية تميل لمصلحة العماد لحود ولكن لا شيء نهائياً حتى الآن". ورداً على ما ورد في بعض اجهزة الاعلام امس ان العماد ميشال عون يؤيد ترشيح السيد دوري شمعون الى الرئاسة، اوضح مكتب الاخير ان موقفه "واضح في هذا الموضوع وهو غير معني بتعيين رئيس للجمهورية وسط تهريج الترشح الكثيف الذي يراد به تغطية هذا التعيين".