اجمع الخبراء والباحثون في شؤون الانتخابات التي ستحسم مصير الحكم في المانيا للسنوات الاربع المقبلة، ان الاحد المقبل سيشهد صراعاً واقبالاً على صناديق الاقتراع لم تعرفه البلاد في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. واكد هؤلاء ان الساعات ال 48 التي تفصل بين الحملات الدعائية وموعد الاستحقاقات كافية على قصرها لتغيير الرأي المتشدد للمستشار هلموت كول واقطاب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي" الذي يقود الائتلاف الحكومي، بشأن احتمالات "الائتلاف الموسع" مع خصومهم الرئيسيين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يزعمه غيرهارد شرودر. وبعدما ظل شهوراً يعتبر فكرة الائتلاف مُهينة لحزب مثل حزبه، بدا كول مساء الاربعاء الماضي في غاية الاجهاد وهو يقول: "لا استطيع من حيث المبدأ استبعاد فكرة الائتلاف الموسع، لان على الديموقراطيين معرفة امكان الحديث في ما بينهم ووجوبه". وفي ظل هذا التغير السريع في المزاجات والمواقف تتبلور صورة الموقف الصعب للائتلاف الحاكم حالياً كما لقوى المعارضة، علماً ان الاحزاب الرئيسية جميعها اعربت عن ثقتها بالفوز واكدت انها انتهت من الاستعدادات التي تضمن اصوات الناخبين. وبدا ذلك متناقضاً مع استطلاعات الرأي التي اجرتها معاهد ومؤسسات بعضها يميل الى الجهات التي يؤيدها والبعض الآخر يزعم الحياد، ولكن كل الاستطلاعات اكدت تقدم المعارضة الاشتراكية لاسباب مختلفة. واظهر استطلاعان اجراهما معهدا "أيمند" القريب من المحافظين و"فيرزا" المستقل ان الانتخابات ستكون شاقة ، ونهايتها غير مريحة لجهة تشكيل الحكومة. وخلص "ايمند" الى ان الاتحاد المسيحي الديموقراطي الحاكم سيحصل على 39 في المئة من الاصوات والاشتراكيين على 41 في المئة في حين يحصل الخضر على 6 في المئة وكل من الاحرار والشيوعيين السابقين حزب الاشتراكية والديموقراطية على 5 في المئة. واستنتج معهد "فيزر" الاكثر اهمية وخبرة ان الاشتراكيين سيحصدون 42 في المئة والاتحاد المسيحي 37 في المئة، بينما ينال كلا الحزبين "الخضر" و"الاحرار" 6 في المئة ويمنح حزب الاشتراكية الديموقراطية 4 في المئة. وتحاول الاحزاب المتخوفة من احتمالات التراجع، التركيز على الاقاليم الخمسة في شرق المانيا والتأثير على اتجاهات الناخبين، خصوصاً الذين لم يحسموا امرهم. وللتأكيد على هذا التوجه يقوم المستشار هلموت كول اليوم بزيارة الى منطقة فيزمار الشرقية، يصحبه فيها رئيس وزراء اقليم بايرن المحافظ المنتصر في الانتخابات المحلية. وكان كول زار خلال الايام الماضية العديد من المراكز والتجمعات الانتخابية في الشرق، وابرزها غرايسفيلد وشفيرين التي تعرض فيهما الى رشقات بالبيض. وثمة قناعة بأن الشيوعيين السابقين سيستمرون في المحافظة على النسب الجيدة التي مكنتهم خلال الدورتين الاشتراعيتين الماضيتين من دخول البرلمان، فيما ظل الاتحاد المسيحي يعاني من مشكال في اقناع ناخبيه الاساسيين بمبررات عدم الوفاء ببعض الوعود التي قطعت لهم في السابق. وادى هذا الوضع الى تزايد نسبي في حظوظ اللوائح الاشتراكية، بينما وجود حزب الاحرار الديموقراطي يكاد يكون شبه معدوم في الشرق، ومن الواضح وجود نسبة كبيرة من بين 61 مليون ناخب ما زالت لا تعرف الى من تعطي صوتها، وهذه النسبة تشكل ما بين 20 و25 في المئة من الناخبين تريد التغيير من جهة، لكنها ليست متأكدة من احتمالات كون البديل الاشتراكي الافضل مع العلم ان استطلاعات اخرى بيّنت ثقة 31 في المئة في قدرة الحكومة الحالية على التعامل بكفاءة مع الجانب الاقتصادي الاكثر اهمية، في حين ابدى 22 في المئة ثقة في قدرة حكومة اشتراكية جديدة على ذلك.