أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية الالمانية، مساء أمس، فوزاً كبيراً للمستشارة الألمانية المحافظة أنجيلا ميركل، كاد يقترب من الأغلبية المطلقة. وأعلنت لجنة الانتخابات أن الحصيلة النهائية الرسمية لفرز الأصوات أظهرت حصول حزب ميركل المسيحي الديمقراطي على نسبة 41.5 بالمئة من الأصوات بينما حظي منافسه التقليدي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المرشح بيير شتاينبروك، على 25.7 بالمئة منها.
ومُني حزب وزير الخارجية غيدو فسترفيلله الليبرالي الحر بخسارةٍ غير مسبوقة ستكون سبباً في خروجه من البرلمان وعدم مشاركته في أي حكومة بعد أن حصل على نسبة 4.8 بالمئة من الأصوات.
وتمنع القوانين الالمانية المتعلقة بمشاركة الأحزاب في الحكومة دخول أي حزب إلى البرلمان يحصل على أقل من نسبة خمسة بالمئة من أصوات الناخبين.
وبينما تراجعت شعبية حزب الخضر الحليف التقليدي للحزب الاشتراكي الديمقراطي ليحصل على نسبة 8.4 بالمئة تراجعت أيضا شعبية حزب اليسار ليكتفي بدوره ب 8.6 بالمئة من أصوات الناخبين.
أما الحزب الجديد المعادي لليورو (البديل لألمانيا) فقد فشل أيضا في دخول البرلمان، إذ حصل على نسبة 4.7 بالمئة من الأصوات.
ووفق هذه النتائج، فإن الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيحصل في البرلمان ال 18 الألماني على 311 مقعداً، بينما سيكتفي الاشتراكيون الديمقراطيون ب 192 مقعداً، في حين يحصل اليساريون على 64 مقعداً والخضر على 63 مقعداً.
وبهذه النتائج يكون الائتلاف الحكومي الذي تشكل بين عامي 2009 و2013 بين حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب وزير الخارجية فسترفيلله الليبرالي الحر، فشل، وستبدأ رحلة ميركل للبحث عن شريكٍ جديدٍ في السنوات الأربع المقبلة.
ويتوقع المراقبون تشكيل ما يسمى "الائتلاف الموسع" بين أكبر حزبين وهما الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي مثلما حصل بين عامي 2005 و2009.
وفي حال رفض الاشتراكيون الديمقراطيون عروض التحالف مع المحافظين، فإن ميركل التي تفوز بمنصب المستشار للمرة الثالثة ستكون مضطرة لإجراء محادثات مع الخضر، الأمر الذي يستبعده المراقبون مرجحين تشكيل حكومة قوية مع الاشتراكيين الديمقراطيين تمنحهم نحو ثماني حقائب وزارية واحدة منها على الأقل سيادية.