برلين - أ ف ب - اشارت مؤسسات استطلاع الرأي في المانيا الى ان قسما لا يستهان به من الناخبين في شرق البلاد لن يقرروا لمن سيدلون بأصواتهم الا في آخر لحظة، ما سيؤدي الى فرق شاسع بين النتيجة النهائية وما اوردته الاستطلاعات في الاسابيع الاخيرة. ويشكل الناخبون في شرق المانيا وعددهم 12 مليون شخص، احدى نقاط الثقل في الانتخابات العامة في 27 الشهر الجاري، رغم كونهم لا يتجاوزون خمس الناخبين في كل البلاد. ويختلف الناخبون في الشرق المتأرجحون والمنفتحون على التيارات المتطرفة عن نظرائهم في الغرب المتمسكين بالحزبية لاسباب اجتماعية او عائلية. واعتبر خبير العلوم السياسية في برلين ريتشارد شتوس ان فوز التحالف المسيحي الاجتماعي المؤيد للمستشار هلموت كول في مقاطعة بافاريا الاحد الماضي، "لن يؤثر على الالمان الشرقيين وسيكون اثره ضعيفا على الانتخابات المقبلة". وينقم الالمان الشرقيون على كول بسبب عدم وفائه بالوعود التي قدمها عقب الوحدة عام 1990 حول غد مشرق. لذا يتوقع الحزب الديموقراطي المسيحي بزعامة المستشار، تراجع مواقعه بين الالمان الشرقيين بمعدل يراوح بين خمس وعشر نقاط مقارنة بانتخابات عام 1994 حين حصل على 5،38 في المئة. وتبقى واردة، احتمالات اعادة انتخاب اقطاب حزب الاشتراكية الديموقراطية وهم ورثة الحزب الشيوعي السابق الذي حكم المانياالشرقية اربعين عاما، لعضوية ال "بوندستاغ" مجلس النواب . وبدخوله مجلس النواب مجددا، يحتمل ان يقطع حزب الاشتراكية الديموقراطية 30 نائبا حاليا الطريق على الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر، للحصول على الغالبية المطلقة من مقاعد المجلس. وفي هذا الصدد، تشير استطلاعات الرأي الى انه لم يبق سوى خيار اقامة ائتلاف بين الاشتراكيين بقيادة غيرهارد شرودر والديموقراطيين المسيحيين، بسبب رفض الاحزاب التحالف مع ورثة الحزب الشيوعي في المانياالشرقية. وكانت عبارة "الشرق يقرر مصير الانتخابات" عنوان مجلة "در شبيغل" الاثنين. وقالت ان الالمان الشرقيين "سيقررون اتجاه التغيير في حال منحوا اصواتهم للاشتراكيين ام حجبوها عنهم". وبعد مضي ثمانية اعوام على الوحدة، لا يزال ناخب من بين كل خمسة يمنح صوته للشيوعيين. وترتفع هذه النسبة الى 30 و40 في المئة في المناطق الشيوعية وخصوصا في برلينالشرقية. ويؤمن العديد من الالمان الشرقيين بأن حزب الاشتراكية الديموقراطية هو المدافع الاكبر عن قضاياهم وسط التقلبات التي خلفتها الوحدة وبأنه وسيلة لتأكيد اختلافهم عن الالمان الغربيين الذين يصفونهم بأنهم "متعجرفون". ويعكس التصويت للشيوعيين السابقين، احتجاجا على تصاعد البطالة في الشطر الشرقي 1،17 في المئة وذلك بسبب الانتقال الى اقتصاد السوق ويعني ايضا، منع الغاء التسهيلات الاجتماعية من مساكن وحضانات للاطفال. واظهرت دراسة اجراها مركز ابحاث العلوم الاجتماعية في برلين - براندنبورغ، ان واحدا من عشرة المان شرقيين يؤيد عودة النظام الالماني الشرقي السابق. ويعتبر ثلثاهم انفسهم مواطنين من الدرجة الثانية في المانيا الموحدة. ولن يؤدي النفور الذي يلاقيه حزب الاشتراكية الديموقراطية في الشطر الغربي سوى الى مزيد من التعاطف حياله في الشطر الشرقي. واظهرت انتخابات مقاطعة ساكس-انهالت في الربيع الماضي، دخول عنصر جديد في خصائص المانياالشرقية حيث حقق اليمين المتطرف ممثلا ب "اتحاد الشعب" افضل نتيجة له بعد الحرب 9،12 في المئة من الاصوات اي 16 نائبا في البرلمان المحلي. وينظر الى الالمان الشرقيين وخصوصا الشبان انهم اقل حساسية من مواطنيهم في الشطر الغربي ازاء المحرمات التي تحيط باليمين المتطرف وذلك نظرا لقنوطهم من الاحزاب التقليدية واللعبة الديموقراطية.