يدرس قرابة الف وخمسمئة عالم دين يجتمعون في كابول، اليوم، تشكيل "مجلس استشاري" يُقدم توصيات لزعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر في شأن طبيعة الرد الأفغاني على التحركات الايرانية على الحدود المشتركة. وبدأت امس الجلسات التمهيدية، بدعوة من رئيس المجلس الانتقالي ل "طالبان" الملا محمد رباني. ويشارك فيه زعيم حركة "إنقلاب إسلامي" مولانا محمد نبي محمدي القريب من "طالبان" والشيخ محمد شاه فضلي رئيس المحكمة العليا السابق أيام الرئيس المخلوع برهان الدين رباني. وأكدت مصادر أفغانية ل "الحياة" ان هذا الاجتماع هو الأضخم من نوعه منذ اختيار الملا محمد عمر "أميراً للمؤمنين" في أوائل 1996 في جلسة حضرها آلاف العلماء الأفغان. ومعروف ان الحكام الأفغان يدعون عادة إلى مجالس تُسمى "لويا جركا" وتضم العلماء وكبار القوم، في وقت الازمات. ويبدو ان "طالبان" دعت الى عقد اجتماع "مجلس العلماء" بدل "لويا جركا" في إطار سعيها الى "أسلمة المجتمع". وعلى الصعيد الأمني، تعرضت كابول أمس، لليوم الثاني، لقصف بالصواريخ شنته قوات المعارضة بزعامة أحمد شاه مسعود. وأسفر القصف أمس عن مقتل عشرة أشخاص، علماً ان حصيلة اول من امس بلغت 41 قتيلاً وقرابة 200 جريح. وفي طهران، أكد محمد محقق الناطق باسم "الجبهة الإسلامية المتحدة" التي تضم الفصائل المعارضة ل "طالبان"، أن قوات أحمد شاه مسعود ليست مسؤولة إلا عن قصف "مواقع عسكرية" في كابول. ونفى للإذاعة الايرانية ان تكون الصواريخ التي أطلقتها المعارضة وُجّهت الى "أماكن مدنية". وقال ان "ما نعرفه ان ضرباتنا أصابت أهدافاً وقواعد ومقرات عسكرية والحقت أضراراً بطالبان". الى ذلك، ذُكر في طهران ان مئات من الايرانيين السنة تظاهروا في منطقة زهدان، جنوب شرقي إيران تشهد كثافة سنية، ضد حركة "طالبان" وباكستان.