الخرطوم، بكين، لندن، لاهاي، جوهانسبيرغ - رويترز، أ ف ب - بحث الرئيس السوداني مع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في الخرطوم امس في سبل "مواجهة المؤامرات ضد العرب والمسلمين". واكدت الصين مجدداً امس قلقها العميق للغارات الاميركية على السودان وأفغانستان، في حين كشفت هولندا انها رفضت منح ترخيص لشركة كانت ترغب في تصدير مواد كيماوية تستخدم في انتاج الأسمدة. وناقش اجتماع البشير - رمضان امس "المؤامرات المحتملة ضد العرب والمسلمين". واوضحت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان رمضان استنكر "العدوان الاميركي غير المبرر على السودان". واضافت ان محادثات البشير ورمضان ركّزت على "اهمية التضامن من اجل مواجهة المخططات التي تستهدف العرب والمسلمين". وبدأ نائب الرئيس العراقي زيارته الى السودان التي تستمر يومين بتفقد مصنع الادوية الذي دمرته الغارة الاميركية. وبث التلفزيون السوداني نبأ وصول رمضان الى الخرطوم في وقت متقدم من مساء الاثنين وذكر انه توجه الى "مصنع الشفاء للادوية" وان وزير الصحة السوداني الفريق مهدي بابونمر رافقه. وقال رمضان رداً على سؤال عن قصف المصنع ان "موقف العراق من الهيمنة الاميركية معروف جيداً". واضاف ان العلاقات العراقية - السودانية "تتطور في جميع الميادين". وكان العراق نفى صحة تقارير صحافية اميركية افادت ان بغداد ساعدت الخرطوم في صنع غاز الاعصاب "في. اكس" في مصنع الشفاء. وذكرت وكالة الانباء العراقية الاثنين ان رمضان سيبحث في الخرطوم في التنسيق بين البلدين في معارضة الهجوم الاميركي على المصنع السوداني. وقال رمضان الذي ينتقل اليوم الى جنوب افريقيا انه سيطلع دول حركة عدم الانحياز في ديربان على آخر تطورات النزاع بين العراق ولجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة إزالة اسلحة الدمار الشامل العراقية. الى ذلك، اعلنت الناطقة باسم وزارة الاقتصاد الهولندية بولا دو جونغ امس ان هولندا رفضت منح احدى الشركات ترخيصاً لتصدير مواد كيماوية الى السودان يمكن ان تستخدم لانتاج اسلحة كيماوية. وقالت دو جونغ لوكالة "فرانس برس" انه "للحصول على هذا الترخيص كان على الشركة ضمان ان المواد ستستخدم فعلاً لانتاج الاسمدة كما يقول السودان لكنها عجزت عن ذلك". واوضحت: "اضافة الى ذلك هناك ما يدفعنا الى الاعتقاد بان هذه المواد قد تستخدم لانتاج اسلحة كيماوية". واضاف المصدر ان الشركة المعنية التي لم يكشف اسمها رضخت على الفور لهذا القرار. وانتقدت الصين مجدداً امس الهجمات الصاروخية الاميركية على السودان وافغانستان ودعت الى مكافحة الارهاب من خلال عمل دولي مشترك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جو بانغ زو إن "الحكومة الصينية تعبّر عن القلق في شأن الوضع الذي سببته الهجمات الصاروخية الاميركية في السودان وافغانستان". واضاف: "نحن نؤيد توجيه ضربة للنشاطات الارهابية من خلال الجهود المشتركة للمجتمع الدولي وبناء على ميثاق الاممالمتحدة وأعراف القانون الدولي وفي ظل مبدأ احترام سيادة الدول وسلامة اراضيها". وأضاف: "هذا طريق فعّال لمحو الارهاب". واكد تقرير صحافي بريطاني تزايد الشكوك الاوروبية في المبررات الاميركية لضرب المصنع السوداني. واوضحت صحيفة "اندبندينت" البريطانية امس ان ثمة اصواتاً متزايدة تطالب واشنطن بتقديم أدلتها على ان "مصنع الشفاء للأدوية" الذي قصفته الولاياتالمتحدة لم يكن مقصوراً على صنع الادوية والعقاقير التي تشتد الحاجة اليها في السودان. واوضحت انه على رغم اصوات التأييد العلنية في لندن للضربة الاميركية للمصنع فإن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك غير مرتاح للضربة الاميركية. واشارت الى شكوك جديدة في المانيا التي أيّدت الرئيس الاميركي بيل كلينتون مثل بريطانيا. واوضحت ان الحكومة الالمانية امتنعت عن التعليق على مقالات نشرت في مجلة "دير شبيغيل" وصحيفة "فيلتام شونتاغ" تفيد أن المبعوث الالماني لدى الخرطوم أبلغ حكومته في غضون ساعات من الهجوم بأن المصنع السوداني لا علاقة له بالاسلحة الكيماوية. لجنة تحقيق من جهة أخرى افادت صحيفة "الجمهورية" امس ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير شكّل لجنة للتحقيق في ملكية مصنع الادوية الذي قصفته صواريخ اميركية في 20 آب اغسطس الماضي. واوضحت الصحيفة الخاصة ان القاضي عبدالله احمد عبدالله سيرأس اللجنة التي ستحقق في ملكية "مصنع الشفاء للادوية" وكيفية انشائه وتمويله وكيفية تحويل ملكيته الى ملاّكه الحاليين. وكانت الولاياتالمتحدة اكدت انها قصفت المصنع لأنه ينتج عناصر تدخل في تصنيع اسلحة كيماوية كما ان له علاقة بأسامة بن لادن الذي تتهمه واشنطن بالمسؤولية عن تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. واكد السودان ان المصنع لم يكن ينتج غير الأدوية البشرية والبيطرية. وطالبت الخرطومالاممالمتحدة بإيفاد فريق لتقصي الحقائق الى السودان لفحص أنقاض المصنع والتأكد من انه لم يكن ينتج اي مواد خاصة بالاسلحة الكيماوية الا ان مجلس الامن أرجأ النظر في الطلب السوداني. وأكد الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ان محادثات تجري حالياً في شأن طلب السودان فتح تحقيق دولي في شأن صحة الاتهامات الاميركية عن طبيعة نشاطات مصنع الشفاء للادوية. وأدلى أنان بهذه التصريحات لدى وصوله الى جوهانسبورغ وهو في طريقه الى ديربان شرق جنوب افريقيا حيث تعقد قمة دول حركة عدم الانحياز. وذكر أنان انه يعتزم ان يبحث في ديربان في قضايا مختلفة بعضها على علاقة بليبيا والعراق وانه سينشر اليوم الاربعاء إعلاناً في شأن مشكلة ديون افريقيا. وانتقد انان تدخل دول اجنبية عسكرياً في النزاع في جمهورية الكونغو الديموقراطية وطلب منها سحب قواتها من هذا البلد