المطرب التونسي صابر الرباعي 30 عاماً لم يجرفه تيار الاغنية الايقاعية السريعة. غاص في بحور النغم مع عمالقة المطربين من كل البلدان العربية، مكتبته زاخرة بأعمال أم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز ووديع الصافي وصباح فخري، يسير على دربهم ويتعلم من مذاهبهم.. الا انه لم يتجاهل تجارب ابناء جيله من الشباب، يكنّ لهم كل احترام، ويحرص على سماعهم. وله وجهة نظر في الغناء بأكثر من لهجة، وايضاً في الرقص على المسرح. صابر الرباعي مطرب يملك عناصر النجاح، إلا ان جمهوره ما زال محدوداً. ما السبب؟ - جمهوري في تونس يُرضي فضولي كفنان، اما في البلاد العربية فأنا حريص على استقطاب الجمهور من خلال الحفلات التي اشارك فيها، وربما حرصي على تقديم الاغنية الجيدة كان سبباً في عدم الانتشار السريع. يشاهدك الجمهور المصري كل عام في مهرجان الموسيقى العربية فقط؟ - لأن هذا المهرجان قريب الى قلبي، شاركت فيه وانا مقتنع تماماً به، لانه يقدم الطرب الاصيل الذي أنتمي اليه، نعم... سنوات عمري قليلة، الا انني اعيش في زمن غير الزمن الحالي، اعيش في زمن مضى، وجدت نفسي فيه، استمع باهتمام الى مطربيه وأحفظ اعمالهم، لذلك أنا حريص على المشاركة في هذا المهرجان كل عام. لماذا لا تشارك في حفلات اذاعية او تلفزيونية؟ - لن أطرق باب احد، فأنا موجود إذا رغب منظمو هذه الحفلات في مشاركتي، شرط الا أحيد عن شرقيتي التي أعتز بها، وفي تونس اشارك في معظم حفلات التلفزيون، كما انني احرص على المشاركة في المهرجانات الدولية. ما المهرجانات التي شاركت فيها؟ - شاركت في مهرجان "الربيع" في كوريا 1989 وحصلت على الميدالية الذهبية، ومهرجان "الحسيمة" في المغرب، ومهرجان الفرانوكفونية عام 1992 ممثلاً تونس. وغنيت بالعربية والفرنسية، ومهرجان البحر الابيض المتوسط في ايطاليا، ومهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية الذي حصلت فيه على جائزة الميكروفون الذهبي. ماذا تمثل هذه الجوائز بالنسبة اليك؟ - الجوائز تحفزني على تقديم كل ما هو جيد، ولا تعني شيئاً اكثر من ذلك، وجائزة اي مطرب في النهاية هي الجمهور، والحصول على جائزة ليس معناه نهاية الرحلة، بل بداية جديدة شاقة يقدم فيها المطرب الافضل دائماً، وانا شخصياً بعد فوزي بهذه الجوائز أدرس كل شيء قبل ان أقدمه. انت تغني بأكثر من لهجة، وأكثر من لغة، لماذا؟ - بعض المطربين يتعصب للغناء بلهجة بلده، وانا ضد ذلك لاننا في النهاية عرب، والغناء باللهجة المصرية او التونسية او اللبنانية لا يعنيني في شيء. المهم ان الجمهور يعي ما اقول. غنيت بلغات عدة: الفرنسية والايطالية والانكليزية، وسعيد بذلك، لان الفن لا وطن له، وأحرص على استقطاب جمهوري في كل البلاد العربية من خلال غنائي بكل اللهجات، لذلك تجدني أغني باللهجة المصرية واللبنانية والخليجية والتونسية والجزائرية. انت تنتمي الى مدرسة الغناء الكلاسيكي، هل معنى ذلك انك لا تتابع اعمال المطربين الشباب الذين يقدمون الايقاع السريع؟ - أتابع كل ما يجري غنائياً، وتمسكي بغناء الاعمال الكلاسيكية لا يعني عدم سماعي الجيل الجديد، على العكس تماماً، انا أستمع اليهم وأحترم تجاربهم، لأنهم نجحوا عندما قدموا هذا اللون من الغناء. إذا كنت مقتنعاً، فلماذا لا تقدم ايقاعهم؟ - الايقاع السريع الراقص الذي يقدمونه لا يستهويني، لان الرقص على المسرح اثناء الغناء تلاعب بعقول الجماهير، وإخفاء وتمويه على رداءة الصوت، وأنا احترم جمهوري في كل البلاد العربية لانه يتذوق الفن ولديه قدرة كبيرة على تقويم المطرب، وانا اهتم برأي الجمهور في المقام الاول. غنيت باللهجة الخليجية... هل كان ذلك عن اقتناع.. ام لانك لاحظت نجاح الاغنية الخليجية في الفترة الاخيرة؟ - اغني بكل اللهجات عن اقتناع، وأود ان اشيد فعلاً بنجاح الاغنية الخليجية التي تتميز بايقاع لا يوجد في أي أغنية أخرى، هذا الايقاع كان احد عوامل نجاحها، وستستمر الاغنية الخليجية في نجاحاتها. وغنيت كلمات "الناصر" عن اقتناع مثل اقتناعي بكلمات احمد شتا وسيد الطائر من مصر. ألا يدفعك نجاح القصيدة الغنائية في الفترة الاخيرة الى تقديمها؟ - قدمت قصائد غنائية منذ سنوات، لكنها نجحت في الفترة الاخيرة وسأحرص على ان يتضمن ألبومي المقبل قصائد لكبار الشعراء، وحالياً ابحث عن اعمال تناسبني؟ في دواوين من تبحث؟ - ابحث حالياً في دواوين الشاعر الكبير نزار قباني لان اعماله سهلة وعميقة وتصل الى قلوب الجماهير بسهولة، كما انها لا تستغرق وقتاً طويلاً في التلحين او الحفظ. هل دفعك نجاح كاظم الساهر ولطيفة مع اعمال نزار للبحث في دواوينه؟ - اعمال نزار لاقت نجاحاً كبيراً قبل كاظم ولطيفة، فمن قبل غنتها ام كلثوم ونجحت وقدمتها اخيراً المطربة الكبيرة ماجدة الرومي، ونجحت نجاحاً مدوياً، وليس عيباً ان أتحمس لأعمال شاعر نجحت جماهيرياً مع زملاء من المطربين. هل سيستمر عنفوان الاغنية الايقاعية؟ - الاغنية الايقاعية السريعة عمرها ليس قصيراً لكنها بدأت منذ فترة طويلة وستستمر سنوات، بعدها سينصرف الشباب الذي لم يسمع سواها الى الاغنية الكلاسيكية، بعد أن يملّ من الايقاعية التي تربى عليها.