تصاعدت حدة التوتر امس على الحدود الايرانية - الافغانية حيث أمر مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي قوات الجيش والحرس الثوري بأن تكون "على أهبة الاستعداد لتنفيذ اي قرار حاسم في مصلحة البلاد". وأوضح القائم بالأعمال والمستشار الأول في السفارة الايرانية في الرياض سيد حسين توخته لپ"الحياة" ان "من غير الوارد الا تستخدم بلاده القوة العسكرية في ظل وجود 200 الف من افراد الجيش الايراني على الحدود المتاخمة لأفغانستان". وقال انه "بات وشيكاً ان تستخدم ايران القوة العسكرية في الرد على قتل طالبان الديبلوماسيين الايرانيين" في مزار الشريف أوائل الشهر الماضي. وفي المقابل حشدت حركة "طالبان" 25 الف مقاتل على الحدود ونشرت صواريخ "سكود" على امتدادها. وشن الناطق باسم الحركة ملاّ وكيل احمد متوكل هجوماً عنيفاً على خامنئي واتهمه باستخدام "لغة حمقاء" ضد نظام "الامارة الاسلامية" في افغانستان. وأضاف وكيل احمد ان "القيادة الايرانية ذاقت طعم الهزيمة اثر الخسارة التي مني بها عملاؤها في افغانستان رغم تدخلاتها السافرة في الشؤون الافغانية". في غضون ذلك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من سفراء الدول التي اعترفت بحكومة "طالبان" ان تتوسط لدى الاخيرة لتسمح لهيئات الاغاثة الدولية بالدخول الى باميان وسائر المناطق الشيعية التي سقطت في ايدي الحركة. وجاء ذلك في وقت دعا زعيم "طالبان" ملاّ محمد عمر الاممالمتحدة الى لعب دور وسيط بين الحركة وإيران لحل المسائل العالقة بينهما. وأعرب ملاّ محمد عمر عن امله في اجراء مفاوضات بين حركته وطهران تحت رعاية الأممالمتحدة. وواصلت الحركة امس تعزيز قبضتها على الممرات الاستراتيجية في منطقة شيبر في ولاية باميان بعد معركة شرسة مع مقاتلي حزب الوحدة الشيعي الموالين لطهران الذين لجأوا الى الجبال في المنطقة اثر دخول "طالبان" الولاية. وقالت "طالبان" انها أسرت امس 350 مقاتلاً شيعياً وصادرت 120 آلية عسكرية. وأكدت انها تركز حالياً على "نزع السلاح من باميان ليستتب الأمن فيها". واستقبلت ايران مساء اول من امس جثث بعض من ديبلوماسييها الذين قتلوا على ايدي قوات "طالبان" في شمال افغانستان. وتوافدت عائلات الديبلوماسيين الى مطار مهراباد الايراني. وأصيب بعضهم بالصدمة لأن جثتي اثنين من الديبلوماسيين لم تستعادا. وأوضح لپ"الحياة" مساعد وزير الخارجية الايراني محسن امين زاده الذي كان في المطار ان "طالبان" احضرت "تسع جثث وطلبت منا استلامها من دون معاينتها والتأكد من هويتها وهو ما رفضناه ولم يقبله الصليب الاحمر". وأشار الى ان عملية نقل الجثث تمت برعاية واشراف من الصليب الاحمر الدولي. وأضاف: "حاولت طالبان اعطاءنا جثث تسعة اشخاص ورفضت ان نتأكد من هويتها في البداية، بعد ذلك، فحصنا الجثث وتبين لنا باليقين ان جثتين ليستا لديبلوماسيين ايرانيين". وألقى خاتمي كلمة شدد فيها على ان الحكومة الايرانية "ستسترد شرف الجمهورية الاسلامية ورعاياها وشهدائها، وخاطب الحضور قائلاً: "اطمئنكم الى اننا سندافع بكل ما نملك من قدرة وقوة عن سلامة وشرف النظام المقدس في الجمهورية الاسلامية"