اخترقت حركة "طالبان" أمس خطي الدفاع الأول والثاني للمقاتلين الشيعة في ولاية باميان المحاصرة وتقدمت الى مسافة لا تبعد أكثر من بضعة كيلومترات عن عاصمة الولاية. وأمطرت الحركة مطار باميان بوابل من الصواريخ فيما حطت أربع طائرات ايرانية في المطار صباحاً وأفيد أنها نقلت امدادات عسكرية الى المقاتلين الشيعة واجلت عدداً من القادة السياسيين بينهم زعيم حزب "الوحدة" عبدالكريم خليلي. وجاء ذلك في وقت شنت القيادة الايرانية هجومات عنيفة على "طالبان" وباكستان غداة الاعلان عن مقتل الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في قنصلية بلادهم في مزار الشريف على ايدي عناصر من الحركة اقتحمت مقرهم في الثامن من آب اغسطس الماضي، وطالبت طهران بتسليمها قتلة الديبلوماسيين لمحاكمتهم ومعاقبتهم. وبدا أمس ان عدد الديبلوماسيين الايرانيين الذين قتلوا في مزار الشريف، ارتفع الى 11 شخصاً بعدما كذبت "طالبان" اعلاناً للخارجية الايرانية عن نجاة اثنين من ديبلوماسييها في حادث القنصلية في مزار الشريف. وكانت الخارجية الايرانية اعلنت ان الديبلوماسيين الاثنين تمكنا من الفرار بمساعدة صديق بعدما أصيب احدهما بجروح. لكن "طالبان" اعلنت على الأثر ان "لا جدوى من تعليق الآمال على وجود احياء". وسط العاملين في القنصلية وأضافت انه "تم اكتشاف جثث الايرانيين التسعة ومن الممكن اكتشاف الجثتين الأخريين". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية تصريحاً عنيفاً للرئيس الايراني سيد محمد خاتمي قال فيه ان بلاده "مصممة على المضي حتى النهاية لتوضيح ملابسات هذه الكارثة الانسانية" في اشارة الى مقتل الديبلوماسيين الذي اعتبره نتيجة "عنف حركة طالبان ووحشيتها وجهلها". واتخذ الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني موقفاً مماثلاً اذ قال في خطبة الجمعة ان بلاده "ستثأر لاستشهاد ابنائنا وسترون اننا سنتحرك في الوقت المناسب... حسب خطة واضحة وأهداف محددة". وانسجم كلام خاتمي ورفسنجاني مع بيان أصدره الحرس الثوري وتعهد فيه "معاقبة" المسؤولين عن قتل الديبلوماسيين الايرانيين. واتهم البيان حكومة باكستان وجيشها بالتورط في الجريمة ووصف الباكستانيين بالمرتزقة، في اشارة الى تهم بتدخلهم عسكرياً الى جانب "طالبان". وقال بيان الحرس الثوري ان "ابناء ايران الثوريين سيضحون بأرواحهم لمعاقبة الجناة" إذا لم تنفذ "طالبان" وباكستان مطالب طهران تسليمها القتلة لمحاكمتهم ومعاقبتهم. ورفعت وسط طهران لافتات كتب عليها: "الموت لنواز شريف الخائن". ولم يصدر عن اسلام اباد أي رد على الاتهامات الايرانية. واكتفى بيان صادر عن الخارجية الباكستانية بادانة مقتل الديبلوماسيين الايرانيين ودعوة الجانبين الى ضبط النفس والعمل على حل الأزمة بالسبل الديبلوماسية. وفي نيويورك، تلقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان رسالة من زعيم "طالبان" ملاّ محمد عمر اعتبرها بمثابة طلب من جانب الأخير للتوسط بين حركته وطهران. إلا أن انان طالب الحركة في بيان بوقف عملياتها العسكرية في افغانستان فوراً. ودان انان قتل الديبلوماسيين الايرانيين ودعا الى تحقيق فوري ومثول القتلة أمام العدالة. كما طالب بالكشف عن مصير الديبلوماسيين الاثنين والصحافي مراسل وكالة الأنباء الايرانية الذي كان في القنصلية في مزار الشريف. الوضع العسكري وعلمت "الحياة" مساء أمس ان مقاتلي "طالبان" اخترقوا الخطين الدفاعيين الأول والثاني حول باميان وتقدموا في اتجاه الخط الثالث المتبقي والذي تولى القائد الشيعي آية الله محققي المتدرب على أيدي الاستخبارات الايرانية مهمة الاشراف على عمليات الدفاع عنه. كما أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان قائد الهجوم على باميان يار محمد وهو والي محافظة غزني، قتل في العمليات العسكرية أمس. كذلك قتل وجرح عشرات من مقاتلي "طالبان" في انفجار الغام أرضية في أربع ناقلات جند كانت تقلهم