صرح وزير الخارجية المصري عمرو موسى بان المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس عرض على الرئيس حسني مبارك خلال لقائهما في الاسكندرية امس، تقريرا عن "الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتقريب وجهات النظر الفلسطينية والاسرائيلية وسد الفجوة القائمة بين الطرفين". وكان مبارك تلقى امس رسالة من الرئيس ياسر عرفات اطلعه فيها على نتائج محادثاته مع روس. وقال موسى: "طبقا لما ذكره روس فإن هناك جهوداً مبذولة بصدد بعض الموضوعات التي يمكن إحراز تقدم في شأنها وهناك صعوبات في بعض الموضوعات الاخرى والنتيجة النهائية ان الجهود مستمرة، لكن الفجوة لا تزال قائمة". وشدد على ان "موقف مصر هو العمل على التوصل الى اتفاق متوازن طبقا للقواعد المتفق عليها، سواء في اطار مؤتمر مدريد او اتفاق اوسلو ... الاتفاق الذي نعمل من اجله ونساند فيه هو الاتفاق المتوازن، وفي نهاية الامر فإن على القيادة الفلسطينية ان تقرر قبول ما هو مطروح او عدمه". وشدد موسى على ان "ما هو مطروح يجب ان يأتي في إطار المبادرة الاميركية، اي الانسحاب من 13 في المئة، ومن المفروض أن تكون هناك إعادة انتشار في المرحلة الثالثة، اضافة الى عدد من الموضوعات التي توضع كلها في سلة واحدة مثل الانسحاب وضمان تنفيذه وموضوع الامن لكلا الطرفين". وعن فكرة تحويل 3 في المئة من المناطق التي يتوجب على اسرائيل الانسحاب منها في اطار المرحلة الثانية من اعادة الانتشار حسب المبادرة الاميركية الى محمية طبيعية، قال ان "اي نسبة من الانسحاب هو قرار فلسطيني ونحن نتابع الشروط المطروحة في هذا الصدد واذا طلب من مصر إبداء الرأي فإننا نقوله". وعن استعداد الولاياتالمتحدة الاعلان عن مبادرتها رسميا وتحديد المسؤول عن جمود عملية السلام، قال: "ما تفعله واشنطن حاليا هو الاستجابة لطلب الاطراف ومحاولة ايجاد وسيلة لربط كل اجزاء المبادرة ... وما نسعى اليه حاليا هو البحث عن سبل للتغلب على الخلافات". وتابع: "اننا نمر بالذكرى الخامسة للتوقيع على اعلان المبادىء في البيت الابيض ... علينا ان نتذكر ان اتفاق اوسلو اوجد واقعاً جديداً في المنطقة لأنه اوجد اعترافاً متبادلاً بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذا لا يمكن التراجع عنه فلا يمكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء". وعما اذا كانت عملية اغتيال مسؤولي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشقيقين عماد وعادل عوض الله أخيرا في الخليل تركت اثراً على جهود روس، اعتبر موسى ان أعمال العنف من أي جانب، خصوصا هذه العملية، "تبعث على الاضطراب ... وننادي بأن يكون هناك مناخ سلمي هادئ، ولا يمكن ان يكون الالتزام من جانب الفلسطينيين فقط، وانما من الجانب الاسرائيلي خصوصا مع وضع هؤلاء المستوطنين شديدي التطرف الذين يمكن ان يسهموا في اضطراب الاحوال في اي لحظة". ووصف روس، من جانبه، ما يفعله الآن بانه محاولة "تسريع حل الخلافات"، وقال: "طبيعي وأنا اقوم بهذه الجهود بتكليف من الرئيس كلينتون ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان احضر الى مصر والتقي الرئيس مبارك والمسؤولين المصريين للتشاور معهم". ودعا روس الى عدم استباق الامور بالحديث عن تقدم في المفاوضات، وقال: "ما تزال هناك موضوعات كثيرة تحتاج الى المزيد من الجهد في كل اجزاء المبادرة الاميركية ... هناك تقدم في بعض الاجزاء، وهناك اجزاء اخرى محل خلاف وتحتاج الى مزيد من الجهود للتغلب عليها". ولفت الى ان الولاياتالمتحدة والرئيس الاميركي "يريان ان لعملية السلام اولوية بالنسبة الى الامن القومي الاميركي، وسنستمر في دعم مفاوضات السلام في الشرق الاوسط وسنبذل قصارى جهدنا للوصول الى السلام، وسنستمر فيها برغم الاختلافات للتغلب عليها". من جهة اخرى، عُلم أن تقويم الجانبين المصري والفلسطيني لنتائج محادثات روس مع الجانب الفلسطيني هو انها "غير ايجابية". وعزت مصادر مطلعة هذا التقويم إلى أن روس حمل معه الى الجانب الفلسطيني "تعديلات اسرائيلية على المبادرة الأميركية على أساس انها تعديلات أميركية، وانه دعم المطالب الأمنية لرئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو وتبنى اجراء تعديلات أمنية على المذكرة الأمنية الثلاثية الأميركية - الاسرائيلية - الفلسطينية التي سبق وأقرتها حكومة نتانياهو". وقالت المصادر المصرية: "ما طرحه روس لا ينسجم مع نص المبادرة الأميركية وروحها"، مشيرة الى ان ثمة "مساعي للضغط على الفلسطينيين لانقاذ ماء وجه نتانياهو أمام جمهوره الانتخابي والرأي العام العالمي". وتساءلت: "هل الإدارة الديموقراطية مستعدة لإلغاء المبادرة المطروحة وطرح مبادرة جديدة بشروط اسرائيلية؟". ولفتت الى أن روس "لم يسع لإقناع نتانياهو بقبول المبادرة بقدر ما سعى لقبول فلسطين بمطالب اسرائيلية تتعلق بمكافحة العنف وتسليم عناصر واستثناء الاستيطان ضمناً من الاجراءات الأحادية التي دعت المبادرة الى وقفها وغيرها من المطالب". وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن ما يطرحه روس يعكس "رغبة ملحة في العودة إلى واشنطن بانجاز ما، وتفكيراً في دعوة عرفات ونتانياهو الى واشنطن"، مشيرة في الوقت نفسه الى "مخاوف فلسطينية من ان يتجه روس الى اتهام السلطة الوطنية بعرقلة الاتفاق في تقريره للإدارة الأميركية عن نتائج مهمته". وفي هذا الصدد، صرح نتانياهو للاذاعة الاسرائيلية امس بان "المحادثات مع روس لا تتركزعلى الجانب الاسرائيلي في المعادلة، لكن على ضرورة احترام الفلسطينيين التزاماتهم". وتابع: "لم نتراجع عن اي من مطالبنا"