القدس المحتلة، واشنطن، أوسلو - أ ف ب، رويترز - قلّلت الادارة الاميركية من اهمية اعلان تل ابيب موافقة مشروطة على المبادرة الاميركية في شأن الانسحاب من الضفة الغربية، الذي تسبّب في حال جمود عملية السلام منذ 18 شهراً. لكن الرئيس ياسر عرفات اكد في اوسلو ان الاقتراحات الاسرائيلية الجديدة قد تكون "بداية" لاحياء العملية السلمية التي بدأت قبل خمس سنوات فيما اكد مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى امس ان الخلافات بين الدولة العبرية والفلسطينيين "تقلّصت". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن الامين العام للحكومة داني نافيه ان "المسافة بين المواقف تقلصت خلال الاسابيع الماضية، ولكن من دون التوصل الى اتفاق". وعقد الجانبان خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة من اللقاءات السرية قادها رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ومستشار نتانياهو المحامي اسحق مولخو. وشدد نافيه مجدداً على مطالبة الفلسطينيين الغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تدعو الى ازالة اسرائيل قبل تنفيذ اعادة الانتشار العسكري في الضفة. وقال عرفات ليل الاثنين ان الاقتراحات في شأن انسحاب قوات اسرائيلية "قد تكون بداية" لاحياء عملية السلام. لكن الرئيس الفلسطيني الذي كان يحضر في اوسلو احتفالاً لمناسبة الذكرى الخامسة لابرام اتفاق اوسلو، اتهم نتانياهو بانتهاج سياسات "عززت مشاعر اليأس والكره والعنف". ورفض عرفات وصف الاقتراحات الاسرائيلية بأنها انفراج وقال في مؤتمر صحافي في مؤسسة نوبل في اوسلو: "انها بداية". وتمثل الاقتراحات الاسرائيلية جزءاً من اقتراح اميركي يدعو اسرائيل الى الانسحاب من 13 في المئة من اراضي الضفة الغربية. ومن شأن التوصل الى اتفاق في هذا الصدد تمهيد الطريق امام محادثات الوضع النهائي لمناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. وزاد عرفات ان اسرائيل "تواصل سياسة عدم الانصياع" لاتفاق اوسلو في عهد نتانياهو الذي تغيّب عن الاحتفال. وتحدث في المؤتمر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز الذي تقاسم جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين. وتحدث المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ووسطاء نروجيون في عملية السلام. ومعروف ان اتفاق اوسلو وقع بالاحرف الاولى في اوسلو في 20 آب اغسطس 1993 بعد 15 جولة من المحادثات السرية توسطت فيها النروج. ورفض ممثل نتانياهو في الاحتفال، مائير شيتريت رئيس الكتلة البرلمانية لحزب ليكود في الكنيست انتقاد عرفات الحكومة الاسرائيلية ، وقال: "لا اعتقد ان توجيه اصابع اللوم سيفيد عملية السلام. الحكومة ملتزمة هذه العملية وعلى الجانبين بذل جهود". وتابع ان بإمكان عرفات ان يفوز ونتانياهو بجائزة نوبل للسلام في غضون سنوات اذا تعاون الجانبان. الى ذلك اعتبر مسؤول اميركي ان اعلان الناطق باسم نتانياهو في شأن موافقة الاخير بشروط على المبادرة الاميركية "لا يأتي بشيء جديد". وكان الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بار ايلان اكد لوكالة "فرانس برس" الاثنين ان نتانياهو ابلغ حكومته للمرة الاولى موافقته بشروط على مبدأ الانسحاب من 13 في المئة من مساحة الضفة الغربية وفق ما تقترح الولاياتالمتحدة. وذكر بار ايلان ان "نتانياهو اعلن خلال جلسة مجلس الوزراء الاحد الماضي موافقته للمرة الاولى على المبادرة الاميركية شرط بقاء المسائل الامنية في 3 في المئة من اراضي الضفة تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي وحده". وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية الى "فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه بأن الحكومة الاميركية "لم تبلغ أي تغيير في موقف" نتانياهو من الانسحاب من الضفة. واضاف: "ربما يكون هناك شيء وراء ذلك، ولكن لم يظهر حتى الآن". واعرب عن تشاؤمه بإمكان اهتمام الفلسطينيين بالصيغة التي يقترحها نتانياهو، وتابع: "موقفنا الاساسي ان على الطرفين التوصل الى اتفاق بينهما ومن الافضل ان يتناقشا وراء الكواليس".