أعلن المنسق الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس ان تعديلات ستدخل على الأفكار الأميركية المتعلقة بتحريك المسار الفلسطيني. وقال روس، بعد محادثات مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ ان الرئيس بيل كلينتون سيحدد الخطوة التالية بعد اعادة النظر في الموقف. وانتقل روس من شرم الشيخ الى القدسالمحتلة حيث التقى للمرة الرابعة في أربعة أيام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي على رغم عدم استبعاده اجراء اعادة انتشار جديدة في الضفة ظل متمسكاً بموقفه من الانسحاب المطروح حالياً. وقال روس في تصريحات للصحافيين عقب ثلاثة لقاءات مع كل من المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز والرئيس مبارك ووزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أن هناك "تعديلات أجريت على بعض الأفكار المطروحة حيث نسعى الى التغلب على حال الجمود التي طغت خلال العام الأخير للقضاء على الشعور بالاحباط لدى الشعوب لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط، وبناء تحقيق السلام". وقال: "أعمل في هذا الاتجاه وأوضحت أنه بعد وقت ما لا بد أن تتحول الجهود المبذولة الى نتائج ملموسة". ووصف نتيجة لقاءاته في شرم الشيخ بأنها "جيدة، وأطلعت الجانب المصري على تطورات الموقف والجهود التي نقوم بها في هذه الجولة ... جئت مبعوثاً من وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني والقادة الإسرائيليين". وأعرب روس عن اعتقاده في أن "كلا الجانبين، في ضوء الأفكار التي طرحت والتعديلات التي أجريت، لديه الفرصة للتفاعل ... سأقدم تقريراً الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية التي تقول دائما إنه من المهم أن نتخطى الجمود". وعن مستقبل المبادرة قال "الرئيس كلينتون هو الذي سيقرر متى تكون الخطوة التالية ... سأعود الى واشنطن وستكون لدينا الفرصة كي نعيد النظر في الموقف وسنأتي بقرار". ومن جانبه ارجأ موسى إعلان الموقف النهائي لمصر من المبادرة الأميركية "لأنه لا نتيجة محددة من جولة روس ولأن الاتصالات ما زالت مستمرة ولم يعرض روس بعد النتائج على الرئيس كلينتون"، مشيراً الى أن "الأفكار التي نقلت إلينا أمس تعكس قلق الولاياتالمتحدة من فشل عملية السلام ولذلك يحاولون دفعها على أساس الانسحابات البناءة والالتزامات الحقيقية للطرفين"، معربا عن "تفهم مصر الموقف الاميركي". وأضاف: "الموقف يعتمد على العناصر النهائية في المبادرة التي ستتضمن الانسحابات الكاملة وتجميد المستوطنات والالتزامات المستقبلية من كل طرف تجاه الطرف الآخر". وسئل موسى عن مغزى انتقال روس الى اسرائيل، فأجاب "روس أبلغنا أنه يحتاج الى الحديث مع الإسرائيليين من جديد. ونحن ننتظر النتائج"، ورفض الإعراب عن توقعاته كون "هناك نوع من النشاط الذي يمكن أن يقود الى التقدم الذي نأمله"، مستبعداً عقد قمة في واشنطن تضم الاطراف المعنية بعملية السلام، لأنه من المبكر جداً الحديث عنها القمة الآن". وعن أهمية ترجمة واشنطن محاولاتها الى ضغوط على إسرائيل اعتبر موسى "ما يجري حالياً هو الحديث عن الانسحابات والالتزامات في إطار أمور متصلة سواء الانشطة الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة أو موضوعات الأمن التي يلتزم بها الجانب الفلسطيني في إطار التزامه الاتفاقات القائمة". وأيد موسى توقعات أولبرايت، في تصريحات صحافية أخيراً، حدوث عنف في المنطقة إذا انهارت عملية السلام، وقال "هذا تقرير للواقع وكلام يجب أن يسمعه الجميع". وأضاف: "الرفض التام لوقف الاستيطان يقابله الاتهام الواضح بخرق الاستيطان لعملية السلام، وهناك جهود تبذل ومناقشات تمت لضبط الامور في الاراضي المحتلة في المرحلة المقبلة". وكان الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني عقد جلسة محادثات مساء أول من امس مع كل من موسى والباز. وقال بعد الاجتماع: "لا يمكن لعملية السلام أن تتقدم من دون التزام ما تم الاتفاق عليه ... هذا ما أبلغناه روس". وأضاف: "نريد من الطرف الاميركي التقدم بمبادرة تلتزم مسؤوليات الراعي حتى تكون متسقة مع الاتفاقات التي أشرفت الولاياتالمتحدة ذاتها عليها وشهدت على توقيعها". في القدسالمحتلة أ ف ب، رويترز لم يستبعد رئيس الوزراء الاسرائيلي اجراء اعادة انتشار جديدة في الضفة غير تلك التي يجري التفاوض في شأنها حالياً. وأكد نتانياهو للصحافيين انه اقترح تشكيل لجنة اسرائيلية - فلسطينية لمناقشة اعادة انتشار لاحقة "بعيداً عن أي تدخل خارجي". وكان نتانياهو يؤكد حتى الآن ان الانسحاب الاسرائيلي الذي يجري التفاوض عليه سيكون الأخير في حين يطالب الفلسطينيون باحترام اتفاقات الحكم الذاتي التي تنص على اعادة انتشار للجيش الاسرائيلي على ثلاث مراحل متتالية. وقال نتانياهو للصحافيين خلال حفلة استقبال اقامها لرئيس اوروغواي خوليو ماريا سانغنيتي الذي يزور اسرائيل حالياً: "اقترحت عرض هذا الخلاف على لجنة ثنائية تناقش هذه المسألة بعيداً عن أي تدخل خارجي". لكنه شكك في امكان التوصل الى اتفاق على اعادة الانتشار التي يجري التفاوض عليه حالياً. وكان ديفيد بارايلان الناطق باسم نتانياهو أكد ان الأخير متمسك بشروطه في شأن الانسحاب. وقال ان مسألة الانسحاب "لم تناقش بعد مع روس ولم يتم التوصل الى أي اتفاق حول هذا الملف". وأضاف ان "المحادثات تناولت الالتزامات الملموسة التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها".