بسطت حركة "طالبان" سيطرتها على ولاية باميان غرب كابول امس. وأمر زعيم الحركة ملاّ محمد عمر مقاتليه بعدم التعرض للمدنيين أو للمعالم الحضارية في الولاية وفتح الطرق المؤدية اليها لتسهيل وصول الامدادات الغذائية والمساعدات الانسانية. وابلغت قيادة الحركة في كابول "الحياة" ان الدخول الى باميان "لم ترافقه في الساعات الأخيرة معارك شرسة" كما أفاد بعض التقارير، بل جاء "إثر مفاوضات مع المدافعين عنها وبعد فرار قيادات موالية لطهران على متن طائرة ايرانية" اقلعت من مطار باميان ليل أول من أمس يرافقهم أربعة ديبلوماسيين ايرانيين كانوا في المنطقة. واعترفت طهران بسقوط باميان وهي المعقل الأخير للشيعة الموالين لها في افغانستان. وبثت وكالة الانباء الايرانية النبأ من دون ان تعلق عليه. وظل اهتمام طهران محصوراً بتفاعلات مقتل ديبلوماسييها على أيدي مقاتلي "طالبان" في مزار الشريف أوائل الشهر الماضي. وأعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس ان مجلس الأمن القومي، وهو الهيئة الأرفع للقرارات السياسية والعسكرية في ايران، "اتخذ قرارات مهمة" في شأن مسألة قتل الديبلوماسيين، ولم يوضح خرازي طبيعة القرارات التي قال ان من شأنها الحفاظ على مصالح بلاده. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن ناطق باسم المجلس ان طهران "تحتفظ لنفسها بحق القيام بأي عمل ضروري لإرساء الأمن في المنطقة". وان المجلس قرر "إبقاء وجود عسكري قوي على امتداد الحدود مع افغانستان من أجل الدفاع عن أراضي البلاد ومكافحة العصابات". وكان الوضع في افغانستان محور محادثات اجراها وزير الخارجية التركي اسماعيل جم في طهران امس مع كبار المسؤولين الايرانيين وفي مقدمهم الرئيس سيد محمد خاتمي، الذي أكد ان بلاده حريصة على تعزيز علاقاتها وتعاونها مع تركيا وتفعيل التنسيق بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بالتطورات "الخطيرة والبشعة" في افغانستان. غير ان خاتمي انتقد التعاون العسكري بين تركيا واسرائيل وطالب انقرة بأن تراعي "حساسية" الدول الاقليمية والاسلامية ازاء هذا التعاون "خصوصاً وان الكيان الصهيوني يعلن ولا يكتفي بالتلميح ان طموحاته واطماعه لا حدّ لها، ما يهدد دول المنطقة كافة". وفي مؤتمر صحافي مشترك، اكد وزيرا الخارجية الايراني والتركي ان بلديهما "حريصان على ترسيخ السلام والامن في افغانستان". وكشف خرازي ان أنقرة قلقة من تفعيل التعاون الثلاثي بين ايران واليونان وارمينيا، وشدد على ان هذا التعاون يشمل المجالات الاقتصادية والثقافية وهو يساهم في تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة ولا يستهدف أي بلد آخر. وبعد سقوط باميان، اتهمت مصادر حزب الوحدة الموالي لايران الطيران الباكستاني بشن غارات مهّدت لدخول "طالبان" الى الولاية. وفي الوقت نفسه، اتهمت "طالبان" المقاتلين الشيعة بتصفية بعض أسراها ونقل 60 آخرين الى ايران. وقالت مصادر الحركة في اتصال اجرته "الحياة" بقيادتها في كابول ان مقاتليها استولوا على ثلاث طائرات مقاتلة واربع طائرات هليكوبتر وثلاثين دبابة بعد دخولهم الى باميان. وشددت المصادر نفسها على ان الدخول الى عاصمة الولاية تمّ في ظل تفاهم مع جناح معتدل من المدافعين عنها فيما فرّ قادة الجناح المتشدد ليلاً الى طهران على متن طائرة ايرانية كانت في انتظارهم. وفي تطور ربطه المراقبون بالأحداث في افغانستان، أقدم مسلحون في اسلام اباد امس على اغتيال مسؤول في تنظيم "جيش الصحابة" السني يدعى نديم شعيب ومعه ثلاثة من مرافقيه. ومعلوم ان "جيش الصحابة" يخوض صراعات دموية مع تنظيمات مسلحة موالية لايران تنشط داخل باكستان