بدأت قضية خلافة علي عزت بيغوفيتش تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمامات البوسنية العامة بعدما بلغ من العمر 73 عاماً وكثرت متاعبه الصحية منذ اصابته باضطرابات قلبية قبل سنتين. وأكد في مناسبات عدة أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة في أيلول سبتمبر المقبل. وتجمع أوساط المسلمين ان رئيس الوزراء حارث سيلايجيتش هو أفضل من تتوفر فيهم المزايا لمواصلة مسيرة بيغوفيتش، لكن اختياره يواجه معارضة شديدة من زعماء حزب العمل الديموقراطي الاسلامي الحاكم الذين بلغ خلافه معهم حد القطيعة وتبادل الاتهامات، ما جعله ينسحب من الحزب ويستقيل من رئاسة الحكومة مطلع عام 1996 ويشكل حزباً جديداً حمل لواء المعارضة الرئيسية لحزب العمل في انتخابات أيلول 1996، بما في ذلك دخوله في منافسة مع بيغوفيتش على الفوز بمنصب ممثل المسلمين في هيئة الرئاسة. لكن العلاقات الخاصة بين بيغوفيتش وسيلايجيتش وفرت هدنة وهدوءاً بعد الانتخابات أتاحت اختيار سيلايجيتش رئيساً مناوباً في الحكومة المركزية ودخول حزبه "الاتحاد من أجل البوسنة - الهرسك" مع العمل وحزبين آخرين، في ائتلاف لمواجهة التحديات الصربية والكرواتية باسم: "التكتل من أجل البوسنة - الهرسك الموحدة والديموقراطية" الذي شارك في الانتخابات البرلمانية المبكرة للكيان الصربي. وأفادت مصادر صحافية ان زعماء حزب العمل شرعوا بالضغط على الرئيس بيغوفيتش لانهاء تمثيل سيلايجيتش في رئاسة الحكومة المركزية "لأنه أخفق في تحقيق نتائج ذات شأن" بينما أخذ سيلايجيتش يكثف من حضوره وابداء رأيه في المجالات الصناعية والعمالية والتجارية والانسانية وتوجيه الانتقادات لأداء حكومتي الكيانين. وتشير أوساط حزب العمل الى أن نائب زعيمه ورئيس حكومة الاتحاد الفيديرالي أدهم بيتشاكتشيتش الذي كان عنصراً رئيسياً في الخلاف مع سيلايجيتش هو الأوفر حظاً في الزعامة الجديدة خصوصاً وأن ما بلغه في فترة ما بعد الحرب من تقدم يعود الى ثقة الرئيس بيغوفيتش به. ونسبت مصادر في ساراييفو استقالة عزالدين كابيتانوفيتش وزير الصناعة والمعادن الحالي ورئيس حكومة الاتحاد الفيديرالي السابقة الى عدم ارتياحه لتبوء بيتشاكتشيتش الزعامة كما ان تعيين الشخصية البارزة حسن مرادوفيتش سفيرا في زغرب يعود الى السبب ذاته. وذكرت صحيفة "دنيفني افاز" الصادرة في ساراييفو ان المجتمع الدولي يسعى لاحداث تغييرات في الاتحاد الفيديرالي اسوة بما حصل في الجمهورية الصربية "وان الخيار الأميركي للعضو المسلم المقبل في الرئاسة يتركز على سليم بيشلاغيتش محافظ توزلا الحالي لما أثبته من استعداد للتعاون في مسيرة السلام". ويذكر ان بيشلاغيتش زعيم شيوعي سابق من الفريق الاصلاحي الذي شكله رئيس الوزراء اليوغوسلافي أنتي ماركوفيتش عام 1990. وكان مطلع الشهر الجاري زار بون وباريس ضمن وفد زعماء الاشتراكيين الديموقراطيين الساعين الى السلطة وضم ايضاً سيف الدين توكيتش رئيس حكومة الظل في الاتحاد الفيديرالي وزلاتكو لاغومجيا الاتحاد الفيديرالي ونيناد باستيناتس الجمهورية الصربية وأوضحوا لمستقبليهم ان "الذين تحملوا مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية ومارسوا أعمال العنف لا حق لهم في قيادة عملية السلام". وكان المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب وجه رسالة الى بيشلاغيتش وتوكيتش ولاغومجيا طلب منهم توحيد قواهم للفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة مؤكداً انه سيساعدهم.