الأستاذ جهاد الخازن ، اعجبني مقالك يوم الخميس 3/9/1998 العدد 12966 ولي بعض الملاحظات عليه: بخصوص المعلومات المتوافرة سواء لدى وكالة المخابرات الأميركية أو لدى جهات أخرى، هناك معلومات مؤكدة منذ حوالى السنوات الأربع على نشاطات هذا المصنع كما أنه متوافر لدى المعارضة السودانية أدلة على استعمال أسلحة كيماوية وجرثومية من قبل الحكومة السودانية في حربها مع جيش التحرير الشعبي. وكانت قد تقدمت بعدد من التقارير للوكالة المختصة بمنظمة الأممالمتحدة وكذلك بعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية ومنها الألمانية والهولندية. المانياوهولندا ساعدتا في انشاء هذا المصنع، وخصوصاً هولندا، بتوفير عناصر كيماوية لبداية العمل بالمصنع. وهناك تعاون مستمر بين نظام الخرطوموهولنداوالمانيا منذ حوالى العام واتصالات مع النظام بخصوص تسليح ميليشيات النظام. طالبت الأممالمتحدة عدة مرات نظام الخرطوم بارسال لجان متخصصة للنظر والبحث في عدة قضايا "ليست من بينها التسليح الكيماوي" لكن حكومة الخرطوم رفضت رفضاً باتاً المرة بعد الأخرى. فلماذا يستجاب الآن لطلب نظام الخرطوم وهو الذي لم يبد أي تعاون في السابق. الطلبات المماثلة من الجامعة العربية هذا الجسم الميت لم نرها من قبل تنفذ أو تفعل شيئاً من قبل فلا داع للضرب على الميت. مجموعة الدول الافريقية ليست أحسن حالاً ولكنها ذات هيبة وكلمة في معظم الأحيان ولكن لا تنس أن افريقيا اليوم تقيم أحسن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ودول عدم الانحياز ما زالت تبحث لها عن هوية بعد الحرب الباردة. وزيادة هناك 3 مواقع أخرى في أجزاء مختلفة في السودان تقوم بالنشاط نفسه وبتصنيع أسلحة جرثومية أيضاً خصوصاً ذلك المصنع بالقرب من مدينة واو في جنوب السودان. فلا شفقة ولا تعاطف مع نظام الخرطوم في مطالبه. فهذا المصنع حتى شباط فبراير 1998 كان ينتج تلك المادة الفعالة في صناعة غاز الأعصاب VX ومسألة لجنة دولية مختصة للموقع لن تكفي فلا بد من البحث في مصدر تمويله وطريقة شراء معداته والمواد المصنعة للدواء والغاز. وهنالك أنباء تقول بأن الجزء الأمامي هو الذي تهدم وهو المسموح فيه بالزيارة لكل من يرغب رؤية نتائج القصف. ولكن الخط الثاني للانتاج في الجزء الشرقي الخلفي لم يتهدم وهو مغلق أمام الزائرين. أتمنى ألا يتعاطف كتابنا الكبار أمثالك أو حتى لا يبدو أي نوع من التفهم لمطالب حكومة الخرطوم التي شردت ثلث أهل السودان وأصبحوا ينعتون بالارهابيين فكان للضربة بالتأكيد مبرراتها... والهدف منها رسالة قوية لنظام الخرطوم والارهابيين في كل ارجاء الدنيا بأنهم لن يعبثوا في الأرض فساداً من دون حسيب أو رقيب وتصرفاتهم وأفعالهم هي التي تعطي بلداً كالولاياتالمتحدة الحق في الرد بهذه الطريقة والخروج عن الشرعية الدولية. وما ذنب هؤلاء الذين قتلوا في نيروبي ودار السلام، ومن قبلهم في الخرطوم وواد ينمولى و... و... لك مني كل الشكر لاتاحة فرصة الكتابة لكم ولك كل حبي وتقديري. جهاد الخازن: آسف جداً لأن مواطناً سودانياً يؤيد خراب بلاده لمجرد أنه يعارض النظام في الخرطوم. والقارئ يقبل في أول فقرة تقارير المخابرات الألمانية والهولندية عن المصنع المدمر، ثم يقول في فقرة لاحقة ان المانياوهولندا ساعدتا على بناء المصنع وتتعاونان مع الحكومة السودانية. واستطيع أن أرد على كل سطر في الرسالة واعترض عليه، إلا أن ثمة حقيقة واحدة، فالحكومتان الأميركية والسودانية والقارئ وأنا لا نستطيع أن نجزم بأن المصنع ينتج أدوية أو أسلحة كيماوية، وانما يجزم بذلك لجنة دولية من الخبراء، وطالما ان أميركا تعارض مثل هذه اللجنة ويرحب بها السودان، فأميركا داخل قفص الاتهام والسودان خارجه