أكدت مصادر سياسية رسمية في طهران ل "الحياة" ان حركة "طالبان" الافغانية حشدت آلافاً من قواتها على الحدود مع ايران محمّلة أسلحة ثقيلة ومتنوعة. ولم تخف هذه المصادر قلقها من ان تعمد قوات "طالبان" الى القيام بتحركات ومناوشات استفزازية" ضد الايرانيين بما يؤدي الى مواجهة عسكرية بين الجانبين. وقالت المصادر المعنية بالملف الافغاني والاقليمي في مؤسسة حكومية سيادية ان "طالبان" حشدت نحو أحد عشر ألف مقاتل في مناطق متاخمة للحدود مع ايران خلال الأيام الأخيرة. وأوضحت ان ستة آلاف مقاتل من "طالبان" انتشروا في محافظة نيمروز الافغانية المتاخمة لمنطقة زابل الايرانية، وانتشر خمسة آلاف في محافظة فراه على مقربة من منطقة بيرجند التابعة لمحافظة خراسان، كبرى محافظاتايران. وشددت المصادر على ان مقاتلي "طالبان" حمّلوا أسلحة ثقيلة ومتنوعة. ولا تستبعد أوساط القرار العليا في طهران "ان تقوم حركة طالبان بتحركات ومناوشات استفزازية تزيد من تصعيد الموقف المتوتر بين الجانبين، وقد يؤدي الى مواجهة عسكرية مباشرة". وشددت المصادر الرسمية على ان القيادة الايرانية "مجمعة" على عدم اتباع الخيار العسكري ضد "طالبان" وتجنب التدخل العسكري واستخدام القوة لاستعادة الايرانيين المحتجزين لدى الحركة منذ سقوط مزار شريف شمال افغانستان في الثامن من هذا الشهر. وتتزامن هذه المعلومات عن حشود قوات من "طالبان" على الحدود مع ايران مع الاعلان في طهران عن قرب اجراء مناورات عسكرية لسلاحي البر والجو التابعين للحرس الثوري على مساحة 600 كيلومتر مربع في المناطق المتاخمة للحدود مع افغانستان من محافظة خراسان. ويتوقع ان يكشف القائد العام لقوات الحرس الجنرال يحيى رحيم صفوي مزيداً من التفاصيل حول هذه المناورات في لقاء مع الصحافة الاجنبية اليوم. الى ذلك، أكدت المصادر السياسية الرسمية ان الاسبوع الماضي شهد "لقاءات عدة" بين مسؤولين في "طالبان" وبعض قادة منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة. واشارت الى "معلومات أكيدة عن اتفاق جديد بين الطرفين حول التعاون الأمني وتنسيق نشاطات معادية لإيران". وبدت هذه المصادر على ثقة بأن واشنطن تقف وراء هذا التنسيق المتزايد بين "طالبان" ومجاهدين خلق و"الهدف هو فتح جبهة جديدة بعد تحسن العلاقات بين ايران والعراق وما لذلك من انعكاسات على أنشطة المنافقين ومحاولاتهم التخريبية داخل الأراضي الايرانية".